للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجذب إِلَى ضد الْجِهَة بِأَيّ شَيْء كَانَ بفصد وحقنة وَغير ذَلِك وَرُبمَا لم يغن الفصد من القيقال واحتيج إِلَى فصد شريان الصدغ أَو الْأذن لينقطع الطَّرِيق الَّذِي مِنْهُ تَأتي الْمَادَّة وَذَلِكَ إِذا كَانَت الْمَادَّة تَأتي الْعين من الشرايين الْخَارِجَة وَإِذا أُرِيد سل هَذِه الشراييون فَيجب أَن يحلق الرَّأْس ويتأمل أَي تِلْكَ الصغار أعظم وأنبض وأسخن فَيقطع ويبالغ فِي استئصاله إِن كَانَ مِمَّا يسل وَهِي الصغار دون الْكِبَار وَرُبمَا سل الَّذِي على الصدغ. وَيجب أَن يخزم أَولا ثمَّ يقطع بعد أَن يخْتَار مَا سلف ذكره من أَن يكون مَا يُبتَر أَو يقطع أعظم الصغار وأسخنها. وَيجب قبل البتر أَن يشد مَا دونه بخيط إبريسم شداً شَدِيدا طَويلا وَيتْرك الشد عَلَيْهِ ثمَّ يقطع مَا وَرَاءه فَإِذا عفن جَازَ أَن يبان الشد وَهَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيمَا هُوَ أعظم وَأما الصغار فَيَكْفِي أَن يشرط شرطا عنيفاً ليسيل مَا فِيهَا من الدَّم وَقد يُقَارب ذَلِك النَّفْع حجامة النقرة وإرسال العلق على الْجَبْهَة وَإِذا لم يغن مَا عمل فصد من المأق وَمن عروق الْجَبْهَة. على أَن حجامة النقرة بَالِغَة النَّفْع. وَإِذا تطاولت الْعلَّة اسْتعْملت الشياف الَّذِي يَقع فِيهِ نُحَاس محرق وزاج محرق وَرُبمَا كفى الاكتحال بِالصبرِ وَحده. وَإِذا طَال الرمد وَلم ينْتَفع بِشَيْء فَاعْلَم أَن فِي طَبَقَات الْعين مَادَّة رَدِيئَة تفْسد الْغذَاء الْوَارِد عَلَيْهَا فافزع إِلَى مثل التوتياء المغسول مخلوطاً بالملينات مثل الاسفيذاج وإقليميا الذَّهَب المغسول والنشا وَقَلِيل صمغ وَرُبمَا اضْطر إِلَى الكي على اليافوخ لتحتبس النزلة فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ دَوَامه لدوام نزلة فَإِذا كَانَ المبدأ من الْحجب الْبَاطِنَة كَانَ العلاج صعباً إِلَّا أَن مَدَاره على الاستفراغات القوية مَعَ اسْتِعْمَال مَا يُقَوي الرَّأْس من الضمادات الْمَعْرُوفَة لهَذَا الشَّأْن مثل الضماد الْمُتَّخذ من السنبل والورد والأقاقيا بِمَاء الكزبرة الرّطبَة والكزبرة الرّطبَة نَفسهَا واليابسة مَعَ قَلِيل زعفران يتْرك على الْموضع سَاعَة أَو ساعتين ثمَّ يبان وَقد تسْتَعْمل فِيهَا المغريات ومعدلات الْموَاد الحادة والألبان من جُمْلَتهَا. وَلَا يصلح أَن يتْرك القطور مِنْهَا فِي الْعين زَمَانا طَويلا بل يجب أَن يراق ويجمد كل وَقت وَمِنْهَا بَيَاض الْبيض وَلَيْسَ من الْوَاجِب فِيهِ أَن يجمد بل أَن يتْرك سَاعَة لم تضر وَهُوَ أَحْمد من اللَّبن وَإِن كَانَ اللّبن أحلى. وَبَيَاض الْبيض يجمع مَعَ تليينه وتمليسه أَن لَا يلحج وَلَا يسد المسام. وطبيخ الحلبة يجمع مَعَ تَحْلِيله وإنضاجه أَن يملس ويسكّن الوجع. ودهن الْورْد من هَذَا الْقَبِيل. وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن يكون الدَّوَاء الْمُسْتَعْمل فِي الْعين خُصُوصا فِي الرمد لَا خشونة فِيهِ وَلَا كَيْفيَّة طعم كمر أَو حامض أَو حريف. وَيجب أَن يسحق جيدا ليذْهب الخشونة وَمَا أمكنك أَن تجتزئ بالمسخنة العديدة الطّعْم فَذَلِك خير. وَقد تسْتَعْمل فِيهِ السعوطات السلقية وَمَا يجْرِي مجْراهَا مِمَّا يخرج من الْأنف بعض الْمَادَّة وَذَلِكَ عِنْدَمَا لَا يخَاف جذبها إِلَى الْعين مَادَّة أُخْرَى وَقد تسْتَعْمل

<<  <  ج: ص:  >  >>