للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دنقان ويشمس أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي زجاج مغطى. وَمِمَّا جرب فِيهِ دُخُول الْحمام على الرِّيق وَالْمقَام فِيهِ وتقطير الخلّ وَالْمَاء فِي الْعين كثيرا. وَأما الْمَوْلُود مِنْهُ فعسر مَا يقبل العلاج الْبَتَّةَ. قد يكون الْحول لاسترخاء بعض العضل المحركة للمقلة فتميل عَن تِلْكَ الْجِهَة إِلَى الْجِهَة المضادة لَهَا وَقد يكون من تشنج بَعْضهَا فتميل المقلة إِلَى جِهَتهَا. وَكَيف كَانَ فقد يكون عَن رطربة وَقد يعرض عَن يبوسة كَمَا يعرض فِي الْأَمْرَاض الحادة. وَمَا يكون السَّبَب فِيهِ تشنج العضل فَإِنَّمَا يكون عَن تشنج العضل المحركة فَإِن تشنجها هُوَ الَّذِي يحدث فِي الْعين حولا. وَإِمَّا لتشنج العضل الماسكة فِي الأَصْل فَلَا يظْهر آفَة بل ينفع جدا. وَكَثِيرًا مَا يعرض الْحول بعد علل دماغية مثل الصرع وقرانيطس والسَدر وَنَحْوه للاحتراق واليبس أَو الامتلاء أَيْضا. وَاعْلَم أَن زَوَال الْعين إِلَى فَوق وأسفل هُوَ الَّذِي يُرِي الشَّيْء شَيْئَيْنِ وَأما إِلَى الْجَانِبَيْنِ فَلَا يضر الْبَصَر ضَرَرا يعْتد بِهِ. المعالجات: أما الْمَوْلُود بِهِ فَلَا يبر اللَّهُمَّ إِلَّا فِي حَال الطفولية الرّطبَة جدا فَرُبمَا رُجي أَن يبرأ خُصُوصا إِذا كَانَ حَادِثا فَيَنْبَغِي فِي مثله أَن يسوّى المهد وَيُوضَع السراج فِي الْجِهَة المتقابلة لجِهَة الْحول ليتكلف دَائِما الِالْتِفَات نَحوه وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يرْبط خيط بِشَيْء أَحْمَر يُقَابل نَاحيَة الْحول أَو يلصق شَيْء أَحْمَر عِنْد الصدغ الْمُقَابل أَو الْأذن وكل ذَلِك بِحَيْثُ يلْحقهُ فِي تَأمله وتبصّره أدنى كلفة فَرُبمَا نجع ذَلِك التَّكْلِيف فِي تَسْوِيَة الْعين وإرسال الدَّم مِمَّا يَجْعَل النّظر مُسْتَقِيمًا. وَأما الَّذين يعرض لَهُم ذَلِك بعد الْكبر والمشايخ وَيكون سَببه استرخاء أَو تشنجاً رطبا فَيجب أَن يستعملوا تنقية الدِّمَاغ بالاستفراغات الَّتِي ذكرنَا بالأيارجات الْكِبَار وَنَحْوهَا ويلطفوا التَّدْبِير ويستعملوا الْحمام المحلّل. وَمن الْأَدْوِيَة النافعة فِي الْحول أَن يسعطوا بعصارة ورق الزَّيْتُون فَإِن كَانَ عروضه عَن تشنّج من يبس فَيجب أَن يستعملوا النطولات المرطبة وَإِذا لم يكن حمى سقوا ألبان الأتن مَعَ الأدهان المرطبة جدا. وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>