للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استلَقاء وَتَخْفِيف غذَاء وَقلة حَرَكَة وإدامة تغميض فَإِن احْتِيجَ إِلَى مَعُونَة من الْأَدْوِيَة فشياف السماق. وَأما الْقوي مِنْهُ فَإِن كَانَ هُنَاكَ مَادَّة احْتِيجَ إِلَى تنقيتها من الْبدن وَالرَّأْس بِمَا تمري من المسهّلات والفصد والحجامة فِي الأخدعين والحقن الحارة. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الإسهال من أَنْفَع الْأَشْيَاء لأصنافه وَكَذَلِكَ وضع المحاجم على الْقَفَا. وَيجب أَن يدام التضميد فِي الِابْتِدَاء بصوف مغموس فِي خلّ وتنطيل الْوَجْه بِمَاء بَارِد أَو مَاء ملح بَارِد وخصوصاً مطبوخاً فِيهِ القابضات مثل قشور الرُّمَّان والعلّيق وَمثل الخشخاش والهندبا وعصا الرَّاعِي فَإِن لم يكن عَن امتلاء انْتفع الْجَمِيع بِهَذَا التَّدْبِير فِي كل وَقت إِن كَانَ هُنَاكَ امتلاء فَيجب بعد الِابْتِدَاء أَن تحلل الْمَادَّة وَإِن كَانَ عَن استرخاء فَيجب أَن يسْتَعْمل الأيارجات الْكِبَار والغراغر والشمومات والبخورات الْمَعْرُوفَة وَبعد ذَلِك يسْتَعْمل القابضات الْمُشَدّدَة. وَأما الَّذِي عِنْد الطلق فَإِن كَانَ عَن قلَّة سيلان دم النّفاس أَو فَسَاد الْجَنِين فإدرار الطمث وَإِخْرَاج الْجَنِين وَإِن كَانَ عَن الانضغاط فَقَط فالقوابض. وَمن الْأَدْوِيَة النافعة فِي النتوء والجحوظ دَقِيق الباقلا بالورد والكندر وَبَيَاض الْبيض يضمد بِهِ وَأَيْضًا نوى التَّمْر المحرق مَعَ السنبل جيّد للنتوء والجحوظ. فصل فِي غؤر الْعين وصغرها قد يكون ذَلِك فِي الحميّات وخصوصاً فِي السهرية وعقيب الاستفراغات والأرق وَالْغَم والهم. والأرقية مِنْهَا تكون الْعين فِيهَا نعاسية ثَقيلَة عسرة الْحَرَكَة فِي الجفن دون الحدقة وَفِي الغمّ سَاكِنة الحدقة. وَقد حُكيَ أَنه عرض لبَعض النَّاس اخْتِلَاف الشقين فِي برد شَدِيد وحر شَدِيد فَعرض للعين الَّتِي فِي الشقّ الْبَارِد غؤر وَصغر فَاعْلَم ذَلِك بجملته. فصل فِي الزرقة اعْلَم أَن الزرقة تعرض إِمَّا بِسَبَب فِي الطَّبَقَات وَإِمَّا بِسَبَب فِي الرطوبات. وَالسَّبَب فِي الرطوبات أَنَّهَا إِن كَانَت الجليدية مِنْهَا كَثِيرَة الْمِقْدَار والبيضية صَافِيَة وَقَرِيبَة الْوَضع إِلَى خَارج ومعتدلة الْمِقْدَار أَو قليلته كَانَت الْعين زرقاء بِسَبَبِهَا إِن لم يكن من الطَّبَقَة مُنَازعَة وَإِن كَانَت الرطوبات كَدِرة أَو الجليدية قَليلَة والِبيضية كَثِيرَة أظلم إظلام المَاء الْغمر أَو كَانَت الجليدية غائرة كَانَت الْعين كحلاء. وَالسَّبَب فِي الطَّبَقَات هُوَ فِي العتبيّة فَإِنَّهَا إِن كَانَت سَوْدَاء كَانَت الْعين بِسَبَبِهَا كحلاء وَإِن كَانَت زرقاء صيرت الْعين زرقاء. والعنبيّة تصير زرقاء إِمَّا لعدم النضج مثل النَّبَات فَإِنَّهُ أول مَا ينْبت لَا يكون ظَاهر الصَّبْغ بل يكون إِلَى الْبيض ثمَّ أَنَّهَا مَعَ النضج تخضر وَلِهَذَا السَّبَب تكون عُيُون الْأَطْفَال زرقاً وشهلاً وَهَذِه زرقة تكون عَن رُطُوبَة بَالِغَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>