للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فِي جسا الأجفان هُوَ أَن يعرض للأجفان عسر حَرَكَة إِلَى التغميض عَن انفتاحه وَإِلَى الانفتاح عَن تغميضه مَعَ وجع وَحُمرَة بِلَا رُطُوبَة فِي الْأَكْثَر وَيلْزمهُ كثيرا أَن لَا يُجيب إِلَى الانفتاح مَعَ الانتباه عَن النّوم. وكثره لَا يَخْلُو عَن تفاريق رمص يَابِس صلب وَلَا يكون مَعَه سيلان إِلَّا بِالْعرضِ لِأَنَّهُ عَن يبس أَو خلط لزج مائل إِلَى اليبوسة جدا وَلَكِن قد يكون وجع وَحُمرَة. وَأما إِذا كَانَت حكة بِلَا مَادَّة تنصت إِلَيْهَا فتسمى يبوسة الْعين وَكَثِيرًا مَا يكون هُنَاكَ مزاج حَار ومادة كَثِيرَة غَلِيظَة تحْتَاج أَن تُستفرغ. المعالجات: يجب أَن يُدام تكميد الْعين بإسفنج مغموسة فِي مَاء فاتر ويدمن الاستحمام بِالْمَاءِ العذب المعتدل وَيُوضَع على الْعين عِنْد النّوم بَيَاض الْبيض مَضْرُوبا بدهن الْورْد ويدام تغريق الرَّأْس بالمرطبات والأدهان والنطولات والسعوطات المرطبة بدهن البنفسج والنيلوفر وَغَيره. وَإِن دلّت الْأَحْوَال على أَن مَعَ اليبس مَادَّة صفراوية بدهن البنفسج استسهل باللبلاب فَإِن فِيهِ خاصية وَإِن ظن أَن هُنَاكَ مَادَّة غَلِيظَة مجففة تحْتَاج إِلَى تَحْلِيل حلّلت بلعاب الحلبة ولعاب بزر الْكَتَّان المأخوذين بِاللَّبنِ فَإِن هذَيْن إِذا جعلا فِي الْعين أزالا الجسا واستفرغا الْخَلْط الرَّدِيء. وَمِمَّا جرب لَهُ شَحم الدَّجَاج ولعاب بزر قطونا وشمع ودهن الْورْد يَجْعَل عَلَيْهِ دَائِما وَفِي الأحيان يسْتَعْمل مَا يجلب الدُّمُوع مثل شياف أراسياطراطس فانه قد ينْتَفع بِهِ فِي المأدى المزمن مِنْهُ بِاسْتِعْمَال الأكحال المدمعة فَإِنَّهَا تحلّل الْمَادَّة الغليظة وتسيّلها وتجلب من الرطوبات الرقيقة مَا يليّنها ويحللها بتحللها. فصل فِي غلظ الأجفان هُوَ مرض يتبع الجرب وَرُبمَا أورثه الأطلية الْبَارِدَة على الجفن وعلاجه: الاكتحال الْمُتَّخذ من اللازورد وَمن الْحجر الأرمني وَمن نوى التَّمْر محرقاً وَمن الناردين وَاسْتِعْمَال الْحمام دَائِما وَاجْتنَاب النَّبِيذ وَقد يحد كثيرا بالميل وبالشياف الْأَحْمَر الليّن وَأما الحك بالسكر فَرُبمَا هاج أَو جَرُبَ بِهِ. فصل فِي تهيّج الأجفان يَقع لموادّ رقيقَة وبخارات ولضعف الهضم وسوئه كَمَا يكون فِي السهر والحميات السهرية وَقد يكون فِي أَوَائِل الاسْتِسْقَاء وَسُوء الْقنية ولأورام رطبَة مثل ذَات الرئة وَمثل ليثرغس وَإِذا حدث بالناقهين أنذر كثيرا بالنكس وخصوصاً إِذا أطاف بهَا من سَائِر الْأَعْضَاء ضمور وَبقيت هِيَ متهيجة منتفخة والمعلاج قطع السَّبَب والتكميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>