الْبدن كُله كَمَا يكون فِي الحميات وَفِي ابْتِدَاء نَوَائِب الحميات وَأما امتلاء مفرط فِي الْبدن أَو خَاصَّة فِي الرَّأْس كَمَا يكون عقيب الْقَيْء العنيف وكما يكون عقيب صدمة أَو ضَرْبَة. وَقد يكون ذَلِك لَا سَبَب اضْطِرَاب الْحَرَكَة بل بِسَبَب مَادَّة لزجة تتحلل ريحًا يَسِيرا فيدوم ذَلِك وَقد يكون لشدَّة الخوي وَذَلِكَ أَيْضا لاضطراب يَقع فِي الرطوبات المبثوثة فِي الْبدن الساكنة فِيهِ إِذا لم تَجِد الطبيعة غذَاء فأقيلي عَلَيْهَا تحللها وتحركها وَرُبمَا حدث الدوي والطنين عقيب أدوية من شَأْنهَا أَن تحبس الأخلاط والرياح فِي نواحي الدِّمَاغ. وَسبب هَذَا الدوي رُبمَا كَانَ فِي الْأذن نَفسهَا وَرُبمَا كَانَ لمشاركة الْمعدة وأعضاء أُخْرَى ترسل هَذِه الرِّيَاح إِلَيْهَا. العلامات: أما المواصل الدَّائِم مِنْهُ فالسبب فِيهِ متسكن فِي الرَّأْس فَإِن كَانَ يسكن ثمَّ يهيج بِحَسب امتلاء أَو خوى أَو حَرَكَة وَعند اشتداد حر أَو برد فَهُوَ بمشاركة ثمَّ هَيْئَة الصَّوْت تدل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يكون تَارَة كَأَنَّهُ صَوت شَيْء يغلي إِلَى فَوق وَأَكْثَره بمشاركة الْبدن أَو الْمعدة أَو كَأَنَّهُ صَوت شَيْء يَدُور على نَفسه وكحفيف الشّجر فَذَلِك يدل على استكان ريح فَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى ووجع أدّى إِلَى قشعريرة دلّ على اجْتِمَاع قيج وَإِذا كَانَ تكوينه على سَبِيل تولد بعد تولد خَفِي مُتَّصِل فَهُوَ لخط لزج وَأما الَّذِي لذكاء الْحس فَيدل على فقدان أَسبَاب الرِّيَاح والامتلاء وَبَقَاء السّمع وهيجانه عِنْد الخوى والجوع. وَأما الْكَائِن عَن يبوسة فَيكون عقيب الاستفراغات والحميات والكائن عَن ضعف فتعلمه من الإفراطات الْمَاضِيَة وَرُبمَا كَانَ من مزاج حَار فَيكون دفْعَة وَمَعَ التهاب والبارد بِالْخِلَافِ. المعالجات: جَمِيع هَؤُلَاءِ يجب أَن يجتنبوا الشَّمْس وَالْحمام وَالْحَرَكَة العنيفة والصياح والقيء والامتلاء وَأَن يلينوا الطبيعة أما الْكَائِن بالمشاركة فَيجب أَن يقْصد فِيهِ فصد الْعُضْو الْفَاعِل لَهُ وخصوصاً الْمعدة فتنقى ويقصد الدِّمَاغ وَالْأُذن فيقويان أما الدِّمَاغ فبمثل دهن الآس وَأما الْأذن فبمثل دهن اللوز وَنَحْوه وَينظر فِي ذَلِك إِلَى المزاج الأول ويقصد لمعونته على الْقَوْلَيْنِ المعلومين وَكَذَلِكَ الْكَائِن من الامتلاء فَيجب أَن ينقى الْبدن أَو الرَّأْس بِمَا يعلم ويلطف التَّدْبِير. وَأما البحراني فَلَا يجب أَن يُحَرك فَإِنَّهُ يَزُول بِزَوَال الْحمى. وَأما الْكَائِن لذكاء الْحس فَمن النَّاس من يَأْمر فِيهِ بالمخدرات مثل دهن الْورْد الْمَطْبُوخ بالخل الْمَذْكُور أمره مَعَ قَلِيل أفيون أَو الممزوج بدهن البنج أَو الشوكران مسحوقاً بجندبيدستر بدهن. وَأصْلح مَا أمروا بِهِ أَن يُؤْخَذ حب الصنوبر وجندبيدستر ويسحقن فِي خل ويقطر. وَأما الْكَائِن عَن قيح فيعالج بعلاج
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute