وفي وجه هذه الأحداث الجسام نتجه بأنظارنا إليكم أنتم يا مسلمي روسيا والشرق، أنتم يا من تشقون وتكدحون, وعلى الرغم من ذلك تحرمون من كل حق أنتم له أهل..
أيها المسلمون في روسيا.. أيها التتر على شواطئ الفولجا وفي القرم.. أيها الكرغيز والسارتيون في سيبيريا والتركستان.
أيها التتر والأتراك في القوقاز.. أيها الجبليون في اتحاد القوقاز..
أنتم يا من انتهكت حرمات مساجدكم، وقبوركم, واعتدي على عقائدكم وعاداتكم، وداس القياصرة والطغاة الروس على مقدساتكم:
سنكون حرية عقائدكم وعاداتكم، وحرية نظمكم القومية, ومنظماتكم الثقافية مكفولة لكم منذ اليوم.. لا يطغى عليها ولا يعتدي عليها معتد..
هبوا إذن فابنوا حياتكم القومية كيف شئتم، فأنتم أحرار, لا يحول بينكم وبين ما تشتهون حائل.. إلى أن قال البيان:
أيها الرفاق.. أيها الإخوان..
لنتقدم سويًّا في عزم وصلابة نحو مسلم عادل ديمقراطي.
إن رايتنا تحمل معها الحرية للشعوب المظلومة في أرجاء العالم..
أيها المسلمون في روسيا..
أيها المسلمون في الشرق..
إننا ونحن نسير في الطريق الذي يؤدي بالعالم إلى بعث جديدٍ نتطلَّع إليكم؛ لنلتمس عندكم العطف والعون..
استجابت البلاد الإسلامية وأعلنت استقلالها "عن الحكم الروسي القديم".
فهل تركها الحكم الذي يحمل الحرية للشعوب المظلومة في أرجاء العالم؟
في إبريل سنة ١٩١٧, أي: بعد أربعة شهور من البيان السابق, أصدر لينين أمرًا بالزحف على البلاد الإسلامية, وسارت الجيوش الروسية بالدبابات والطائرات والمدافع تدمر وتحصد ما في طريقها, وفي نهاية العام تَمَّ لها الاستيلاء على جمهورية "إيديل أورال"وشمال القوقاز، وحكومة خوقند، وتأخَّر استيلاؤها على شبه جزيرة القرم لعنف المقاومة فيها.