للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أميال قليلة من صوفيا, وبالتحديد في محطة أسكار, علمت بهم السلطات, وأرسلت لهم قوة ضخمة من الجيش والبوليس, وحاصروهم بالدبابات والعربات المصفَّحة, ونقلوهم إلى مدينة بيلو؛ حيث وضعوا في السجون حتى الآن.

وفي ١٢ مايو ١٩٧٢ حوصرت قرية إيلانسكو برجال البوليس تصحبهم الكلاب البوليسية, فتصدَّى لهم المسلمون بشجاعة وبسالة, وقتلوا أحد رجال البوليس, وكإجراء انتقامي تَمَّ القبض على ٣١ مسلمًا وقُدِّمُوا إلى محاكمات عسكرية أصدرت أحكامها بالإعدام على ثلاثة من المسلمين, وبالسجن على عدد آخر.

في يوم ١٣ مايو ١٩٧٢حوصرت باكردوا؛ حيث يشكل المسلمون نسبة ٨٠% من عدد السكان, واقتحم الجيش منازل المسلمين عنوة, واقتادو المسلمين مكبلين بالسلاسل, واقتيدوا إلى مراكز الشرطة؛ حيث طلب منهم أن يوقِّعوا على طلبٍ بتغيير أسمائهم تحت جوٍّ من الإرهاب والضرب, والتهديد بالسجن, والطرد من العمل, وفي هذه الظروف القاسية تمكَّن الشهيد أمين محمد وفتسرنكوف من الهرب, ولكن قوات الجيش طاردته وأطقلت عليه الرصاص فاستشهد, وهو أب لطفلين في ٣٢ عامًا من عمره.

أوقفت جميع المعاشات عن العجزة الذين تقاعدوا عن العمل, وأغلقوا أبواب العمل أمام كل الذين رفضوا تغيير أسمائهم, وحرموهم حقَّ العلاج وهم الذين أفنوا شبابهم في خدمة بلغاريا.

حدث في مدينة مدان أن وضعت امرأة مسلمة في أحد المستشفيات الحكومية, وطلب منها رسميًّا أن تختار لطفلها اسمًا غير إسلامي, فرفضت أن تستجيب لطلبهم, فأخبروها أنَّ هذا أمر حكومي, ولا بُدَّ أن تنفذه, فعند ذلك رمت طفلها بين أيديهم وتركته لهم.

في كثير من مناطق المسلمين حطَّموا المساجد, وكانوا في الماضي قد منعوا الشباب من دخول المساجد, والآن قد منعوا الشيوخ, وكانوا ينتظرون موت أئمة المساجد فيقفوها بحجة أن إمام المسجد قد توفي.

<<  <   >  >>