للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك نظرة سريعة، الهدف منها الوصول إلى معرفة الوسائل التي أوصلت الحكم إلى ما هو عليه الآن.

ألبانيا يبلغ تعداد سكانها المليونين، نسبة المسلمين فيها من ٨٠ إلى ٩٠%, وباقي السكان مسيحيون، ويتركَّز السكان المسلمون في وسط ألبانيا، ورغم أن المسلمين نسبتهم كبيرة, إلّا أنهم يلاقون أشد المصاعب والاضطهاد من عنت الحكم الشيوعي.

حيث قام الحكام الحاقدون بهدم المساجد ومنع المسلمين من أداء شعائر دينهم، كما أنَّ مواليدهم الجدد لا يتم تسجيلهم وإعطاؤهم الجنسية إلّا بأسماء غير إسلامية, وكذلك الموتى لا يتركونهم لأهليهم ليمارسوا عليهم الشعائر الإسلامية من غسل وكفن وصلاة, كذا لا يدعونهم يدفنوهم في مقابرهم الخاصة, بل يجبرونهم على دفنهم في المقابر العامَّة مع الشيوعيين، أمَّا عند الزواج فيستحيل ذكر الديانة, ويتم العقد تحت اسم مواطن ألباني فقط، وأمَّا بالنسبة للمناهج الدراسية فهي حقلهم الخصب في زرع الإلحاد في نفوس الأطفال الصغار منذ نعومة أظفارهم, إلى أن يستوي عودهم, ذلك بمختلف الوسائل التعليمية، والإعلامية.. وقد حدَّثنا أحد أولئك الذين اشتغلوا بمهنة التدريس؛ حيث يقول بأن الوزارة أمرت المدرسين بأن يهتمّوا بغرس فكرة عدم وجود الله في عقول الأطفال, وقد حدث مرَّة أن سأل طالب عن الله: هل هو موجود؟ فأجاب الأستاذ, نعم. إن الله موجود، وبسبب هذه الإجابة قضى الأستاذ ستة أشهر في السجن، ثُمَّ طُرِدَ من مهنة التدريس بتهمة أنَّه يعلم الأطفال أشياء تضر بمستقبلهم، ويذكر الأستاذ بأنَّ الإجابة المتعارف عليها عن الله ورسوله هي أن الله والعياذ بالله هو "أنور خوجة" ربهم ومالك نعمتهم، وأنَّ "محمد شيخو" رسوله والمتصرف بأمره.

هذا جزء بسيط, وقطرة من بحر عميق مما يلاقيه المسلمون في ألبانيا المسلمة.

<<  <   >  >>