للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحمل المجاهدون الراية في أمانة وصبر وثبات, ويتقدَّم خيرة الشباب فداءً للإسلام, فداءً لتراب الإسلام أن تدسنه أقدام الكفرة الشيوعيين، فداءً لأعراض الطاهيرات المسلمات، وفداءً لدين الأمَّة وقيمها ومثلها.

ويسقط الشهيد تلو الشهيد، وأنغام الدم تثير الدماء في العروق, ويُقْدِمُ الشعب المسلم على التضحية بكل ما يملك، حتى ليبلغنا أن المجاهدين باعوا أثاث بيوتهم ليشتروا السلاح, ولم يجدوا في الجبال قوت يومهم فحاربوا وهم جياع, وبطون البعض من المسلمين ترهقها التخمة، ومرضها كثرة الطعام، وقمامات المترفين من المسلمين تكفي المجاهدين, وتكفي معهم شعوبًا يجري تنصيرها؛ لأنها لا تجد حفنات من الأرز تقتات بها، وإنا لله وإن إليه راجعون.

- وبرغم العون الضخم الذي كانت تقدمه الشيوعية الدولية للحكم الفاشي في كابول, فإن المجاهدين -برغم قلة عدهم وعدتهم- قد انتزعوا الأرض الإسلامية الحبيبة من تحت أقدام الشيوعيين، وبرغم الدعاية الضخمة التي يبذلها الإعلام الفاجر ضد المجاهدين, من أنهم متعاونون مع الإنجليز والأمريكان، فإن كثيرًا من ضباط الجيش الأفغاني تنضم إلى المجاهدين، وزادت نسبة الانضمام بعد الغزو الروسي الفاجر.

وحتى دخول القوات الروسية تَمَّ للمجاهدين -بفضل الله ورحمته- تحرير حوالي ثلثي أفغانستان, وسقط في أيديهم بعض المدن الهامة, منها: ثالث مدن أفغانستان, واستسلم للمجاهدين أعداد ضخمة غير التي أعلنت انضمامها قبل الاستسلام.

طوائف المجاهدين:

قد يبدوا للسياسي "العادي" أو المحترف أنها طوائف مختلفة بينها تنافر وتناقض، ومن ثَمَّ يغريه ذلك بالصيد في الماء العكر, لكن الأمر غير ذلك، كما سنشير بعد قليل.

وأثقل هذه الطوائف في ميدان الجهاد الحزب الإسلامي الذي يتأمَّر عليه الشاب المسلم "كولبدين حكمتيار", ومعنى الإسم الأول في لغتهم: زهر الدين.

ويتميز أمير الحزب بصلابته وذكائه، ويشارك في الميدان بنفسه, ويأتي بعد الحزب الإسلامي "جماعة إسلامي أفغانستان"، ويترأَّسها الأستاذ

<<  <   >  >>