وأعلن المجاهدون استمرارهم في جهاد الكفر الحاكم في كابول, مدعمًا من الكفر الحاكم في موسكو.
ماذا تعني هذه الانقلابات:
١- تعني أولًا: اهتزاز قاعدة الحكم الشيوعي في كابول؛ إذ لو لم تكن كذلك لما لجأ الاتحاد السوفيتي إلى تغيير محمد نور تراقي عام ٧٩, ثم إلى تغيير حفيظ الله أمين في نفس العام, ولكن بعد ثلاثة أشهر.
ولو لم تكن قاعدة الحكم مهزوزةً لما لجأ الاتحاد السوفيتي إلى المغامرة الثالثة في تاريخه الحديث "بعد مغامرة بولندا عام ١٩٥٦, وتشيكوسلوفاكيا عام ١٩٦٨"، بنقل جنوده خارج أراضيه للدفاع عن نظام شيوعي.
٢- تعني: أن الاتحاد السوفيتي قد استيأس من إمكان قيام حكم شيوعي وطني مثل الكثير من البلاد الشيوعية، وذلك راجع بلا شكٍّ إلى صلابة العقيدة الإسلامية، وإلى تصميم الشعب الأفغاني المسلم على الجهاد..
٣- تعني: إمكان التغيير القريب لنفس القيادة الجديدة إذا لم يتحقَّق لها النجاح السريع الذي يصبو إليه الاتحاد السوفيتي.
الشعب المسلم يجاهد الشيوعية الفاجرة:
- ولم بجد الشعب المسلم منطقًا مع الشيوعية غير حمل السلاح، وما تفهم الشيوعية منطقًا دون ذلك، واعتصم الشعب المسلم بالجبال "حوالي١٠٠ ألف مجاهد حتى الآن" تقوده قيادات إسلامية مختلفة؛ لسحق الغزاة الشيوعيين, ويحلو للنظام الحاكم أن يطلق على المجاهدين اسم "الإخوان المسلمين" ١ إشارة إلى ارتباطهم بمجاهدي مصر المعروفين في المنهج والغاية، وإثارةً للتافهين من الحكام ضد هذه الجماعة في بلادهم..
١ أول ما أطلق اسم "الإخوان المسلمون" عام ١٩١٠ على أتباع الحركة الوهَّابية في الجزيرة العربية؛ حيث يقول باول شمتز في كتابه "الإسلام قوة الغد العالمية": كان عام ١٩١٠ بدء مرحلة فكرية جديدة في تاريخ الوهَّابية, بدأ فيها انتشار المذهب بطريقة شاملة, ففي هذه السنة أسَّس ابن سعود حركة الإخوان التي حاول بها أن يدفع من طريقه القبائل العربية التي وقفت تزاحمه, وتعترض بناء دولة كبرى مركزية, فأحيت هذه الحركة شعور الانتماء الديني. "ص١٣٠" والحركات التي تلتها في العالم الإسلامي امتداد لها.