بل إنَّ هذه القاعدة تترابط -بفضل الله وحمده- ترابطًا قويًّا، وتتعاون تعاونًا جليًّا, وتصلي عدو الله وعدوها نارًا حامية، تسحقه بإذن الله وتمحقه, وعندما يلتقي المجاهدون من كافَّة الطوائف يختارون من بينهم أصلحهم للقيادة؛ ليمضوا في جهادهم، يبيعون أموالهم في سبيل الله.
بل إنَّ القاعدة جاوزت ذلك إلى الضغط على القيادة لتتحد في مواجهة العدو الواحد الكافر.
٢- وإن قادة هذه الطوائف -جلهم إن لم يكن كلهم- يتحلَّون بخلق إسلامي رفيع، ويتنافسون في الجهاد, ويتسابقون في الخيرات, ويختلفون في الاجتهادات والأساليب, لكنهم يتَّفقون في الغاية، ويلتقون على نفس الراية, ومن ثَمَّ فهم أقرب إلى الائتلاف منهم إلى الاختلاف.
ويوم يحسّون باستفادة العدو من اختلافهم -فلسوف- بإذن الله تجدهم على قلب رجل واحد.
٣- وإن ألوانًا من الائتلاف والاتحاد تَمَّت وتتمّ، وهي وإن تبدَّل بعضها، لكن وقوعها ينبئ عن إمكان الوقوع وليس استحالته.
٤- وإنه لا قدَّر الله إذا ركب الشيطان رءوس بعض القيادات للانحراف عن خط الجهاد, أو لجعل اليأس بين المجاهدين بدلًا من أن يكون مع الكافرين الظالمين, فإنَّ القاعدة القوية الفاهمة الواعية سوف تلفظ هذه القيادات، ويومئذ لن يكون رد الفعل رحيمًا, بل سوف يكون أليمًا شديدًا؛ ليكونوا عبرة لكل قيادة تتسلَّق على جماجم الشهداء, وتخون أمانة ربها وأمانة شعبها.
الخونة الحاكمون:
أما الخونة الحاكمون ابتداءً من داود, ومرورًا بتراقي وحفيظ الله أمين, وانتهاءً بكارمل, فقد انتهوا -بحمد الله- حقيقةً لا حكمًا.
انتهوا سياسيًّا:
بانفضاض الناس عنهم, وبانحيازهم للجانب الآخر انحيازًا بلغ