للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوج القوة في المعارضة، وليس بعد دوي القنابل ما هو أقوى في التعبير!

وانتهى الحزب الحاكم "الشيوعي" سياسيًّا بعد أن تعرَّى إسلاميًّا، وتعرًّى شعبيًّا, وانتهى معه كذلك الحزب الشيوعي الآخر, الذي وإن لم يكن مشاركًا في الحكم, ففشل رفيقه حكم عليه كذلك بالفشل المؤبَّد!

وانتهوا حربيًّا:

فبرغم الحقن الدائم من الاتحاد السوفيتي الرابض على ألف ميل من الحدود, والمشارك بآلاف الخبراء والمستشارين, والأسلحة المتطورة التي لم تستعمل بعد في أي ميدان حرب, فنزيف الحكومة الشديد في ميدان القتال لم يعد يفلح معه الحقن, بل لا يفلح معه نقل الدم كذلك, إن كان لدى الشيوعية دم تستطيع أن تنقله, ويوم تحاول ذلك فلسوف تجد الدم الإسلامي أقوى وأوفى -بإذن الله!

ويكفي أن يعرف الناس أنه برغم كل ما قدَّمنا ذكره, فالمجاهدون قد سحبوا من تحت أقدام الشيوعية الكافرة الغاصبة ثلثي أرض أفغانستان، ولم يبق إلّا الثلث, وذلك في عام أو حول عام.

ويكفي أن يعرف الناس أن المجاهدين يحيطون بكابول، يطرقون أبوبها, بل يقتحمون أسوارها.

وإن الحاكمين بأمر روسيا قد رحَّلوا عائلاتهم إلى الدولة الأم في موسكو, بعد أن أحسّوا قرب نهايتهم، ورحَّلَ قبلهم المستشارون والخبراء الروس عائلاتهم استعدادًا, بل عودة إن شاء الله.

وانتهوا شعبيًّا:

فلم يعد الشعب الأفغاني الأصيل الذي قدَّم آلاف الشهداء في معركة الشرف والحرية والإسلام, لم يعد هذا الشعب يقبل أن تحكمه الشيوعية, أو أن يوجد بين صفوفه شيوعي, ويوم يتم التمكين الكامل فلسوف تجد الشيوعية في أفغانستان تصفيةً لها لم تحدث في أي مكان أو زمان آخر, ويظهر من الآن في السياسة التي تجمَّع عليها كل الطوائف المحاربة, وهو أنَّ

<<  <   >  >>