لا شكَّ أن الفرض الأول صحيح, ولكن ليس من وجهة نظر الوطنية أو الإقليمية أو العصبية، وإنما باعتبار العدوان الآثم واقعًا على أرض شعب أفغانستان المسلم, فهو الصف الأوَّل للجهاد, وهو الطليعة المكلَّفة بصد هذا العدوان.
ولم يقصِّر شعب أفغانستان.
لقد قدَّم من الضحايا ٣٠٠ ألف مجاهد قتلوا.
- وقدّم معهم ٨٠ ألف مسلم قتلوا في أول انقلاب شيوعي صريح على يد نور ترافي.
- وقدَّم معهم ١٧ ألف مسلم مجاهد كانوا أسرى في أيدي الشيوعيين، وقتلهم حفيظ الله أمين داخل السجون, بعد أن كلفوا بحفر قبورهم داخل السجون بأيديهم.
- وقدَّم معهم ١٠٠ ألف مسلم قتلوا في الغزو الأخير جهادًا ضد جنود السوفيت الكافرين.
- وقدَّم بعد ذلك كله ربع مليون لاجئ من النساء والأطفال والشيوخ لا يجدون المأوى ولا يجدون الطعام, وماذا يراد من الشعب الأفغاني البطل أكثر من ذلك أو أبعد من ذلك.
٢- قضية باكستان وإيران:
قضية أفغانستان هي قضية باكستان وإيران كذلك.
أولًا: من وجهة النظر الإسلامية:
فالمسلمون كالجسد الواحد إذا أصيب عضو تداعى له سائر الجسد, وأفغانستان عضو عزيز، وأقرب الجسد الإسلامي إليه باكستان وإيران.
وإذا كان الجهاد فرض عين إذا غُزِيَت أرض المسلمين، فهو بالنسبة لمن كان أقرب أكثر فرضية وأشد وجوبًا.