وانتكاس الجهاد في أفغانستان لن يكون إلّا أن تسقط الراية الإسلامية, أو أن يدبَّ الخلاف في صفوف المجاهدين, كما هي محاولات الاستعمار في كل مكان، ومع كل ثورة يقوم بها أبناء بلد يحاولون تحريره من أيدي المستعمرين.
وانتكاس الجهاد -لا قدَّر الله- في أفغانستان يعني: استيلاء الشيوعية على هذا البلد المسلم الذي تأبَّى على كل غزو أجنبي، وقاتله وانتصر عليه، والذي عاش قرونًا يُضْرَبُ به المثل في استمساكه بالإسلام رجالًا ونساءً, والذي عزل ملكه لما حاول أن يغزو السفور بلده, فأخرج أمرأته سافرة.
وهو يعني بعد ذلك: امتداد السرطان الشيوعي إلى البلاد الإسلامية المجاورة: باكستان، إيران، ثم الجزيرة العربية.
وهو يعني: تهديد الحرمين الشريفين بخطرٍ من الصعب أن يزول أو يزال إن تحقق!
وانتصار الجهاد في أفغانستان يعني أولًا: تحريرها من الغزو الشيوعي الفاجر وخلوصها للإسلام، وهي إن أخصلت وتعاونت مع الحركة الإسلامية المنتصرة في باكستان وإيران, فإن تحرير أقاليم الإسلام في روسيا، وإغاثة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان فيها, يكون أمرًا وشيك الوقوع, محقق الوقوع إن شاء الله, ولهذا اليوم نعدُّ كل ما نملك لترتفع راية الإسلام مرة أخرى على أرض الإمام البخاري والإمام مسلم؛ لتهدأ العظام الطاهرة، ولتهدأ الأرواح العزيزة الغالية {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ, بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الروم ٤, ٥] .