للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الإكثار من دعوة المبعوثين من أهل البلاد الأفريقية١:

وتدليلًا على ذلك نقول:

إن مذابح المسلمين في تشاد على أيدي الحكومة النصرانية الحاكمة، ومذابح المسلمين قبلها في "تنجانيقا" لتكرهها زائير النصرانية على الوحدة، ومذابح المسلمين في الحبشة، وهجمتهم الأثيمة على إرتريا "وفيها أكثرية مسلمة", كل ذلك وغيره دليل على حرب السفك والإبادة التي لم يعدل عنها بعد أعداء الإسلام في أفريقيا, ظنًّا منهم أن العالم لا يسمع بما جرى في أفريقيا، ولئن سمع لا يتحرك, فإنها بلاد الملوَّنين غير المتحضِّرين.

- واختيار الحديث عن إرتريا راجع إلى أكثر من سبب:

إنه بلد تتمثّل فيه حرب السفك والإبادة للمسلمين هناك.

إنه رغم ذلك يجاهد.. يجاهد دولة متعصبة دينيًّا، كثيفة سكانية، مستندة إلى الصليبية والصهيونية والشيوعية دوليًّا.

إنها كذلك صورة لتدخل التيارات العالمية لتفسد عليها جهادها، ولتجهض ضربة أبناء إرتريا لجيش الحبشة الصليبية المستعمر.

وأخيرًا فإن إرتريا بموقعها الاستراتيجي على امتداد ألف كليو متر على شاطئ البحر الأحمر، وعلى مسافة عشرة أميال من الجزيرة العربية، ثم بما تحوي من ثروات في باطنها, تمثل أهمية للمسلمين٢ وخطرًا على أعداء الإسلام.

ولنبدأ القصة من أولها إن شاء الله.


١ راجع: مأساتنا في إفريقيا, للدكتور عماد الدين خليل, نقلًا عن تقرير للدكتور زهير عابدين.
٢ الثروة الحيوانية متوفرة, وكذلك الزراعية؛ حيث تشتغل بها أغلبية الشعب الإرتري, كذلك الثروة البحرية من خلال شاطئها الطويل على البحر الأحمر، إمَّا الثروة المعدنية فتشمل: الذهب، الحديد، المنجنيز، كما تشمل البترول التي أشارت إليه خرائط الجيولوجيين إبَّان الاحتلال الإيطالي في جزر دهلك وشرقي ميناء مصوع.

<<  <   >  >>