للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: إسلام إرتريا

دخل الإسلام إرتريا مع شعاعه الأول, حين هاجر إليها المسلمون فارِّين بدينهم نازلين على نصيحة نبيهم "صلى الله عليه وسلم" أنَّ بها ملكًا لا يُظْلَم عنده أحد.

وانتشر الإسلام على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفطرة السائدة في المكان, وتوالت هجرات المسلمين، ورحلات التجار إلى موانئ إرتريا على شاطئ البحر الأحمر في مواجهة الجزيرة العربية التي عمَّها الإسلام، وظلَّ الشعب مستمسكًا بإسلامه رغم ما تعرَّض إليه من غزوٍ دحر أكثره.

ثانيًا: إرتريا في وجه الغزو

- خضعت إرتريا لسلطان الخلافة الإسلامية العثمانية التي انتقلت بعد ذلك إلى خديوي مصر سنة ١٨٦٦ "على سبيل الحكم المحلي المعروف في هذا العصر" بموجب الاتفاقية التي وقَّعها الخديوي مع السلطان العثماني في ٣/ ٥/ ١٨٦٥, وكثر طمع الأوربيين فيها, وبدأ التخطيط لاحتلال إرتريا.

- وبدأ الاحتلال الإيطالي بمسرحية طريفة, اشترى فيها المبشِّر الإيطالي الدكتور جزيبي سابيتو قطعة أرض من السلطان إبراهيم بن أحمد, سلطان عصب، باسم الشركة روبا تينو للملاحة, وذلك لتحتمي فيها السفن وتتزوَّد بالفحم في رحلتها إلى الهند، كان ذلك في عام ١٨٦٩, وعلى مدى أربع وثلاثين عامًا تَمَّ الاحتلال للأراضي الإرترية "١٨٦٩-١٩٠٣", وأعلن في حينه "تصريحاتنا وتتاكيداتنا بصدد الطابع الوقتي لاحتلالنا, وكذلك احترام العلم وسيادة السلطات, وقد كانت واضحة. إن هدفنا ليس سوى الإسهام في الحفاظ على الأمن في هذه الأماكن١".


١ وثائق الخارجية الإيطالية حول احتلال إرتريا -المجلد الثاني- إشراف كار كارلو جوليو, أستاذ التاريخ والسياسة الاستعمارية في جامعات باقيا, ترجمة البعثة الخارجية لجبهة التحرير الإرترية "قوات التحرير الشعبية".

<<  <   >  >>