للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووضح التواطؤ بين الاستعمار الإيطالي والاستعمار البريطاني الجاثم على صدر مصر فيما كتبه وزير الخارجية الإيطالي ماتتشيني إلى وزير الحربية ريكوتي:

"بإمكان القائد الأعلى لقواتنا العسكرية في مصوع الاستفادة من خدمات "السيد نشير مسايد" الحاكم المصري في مصوع, وهو ضابط برتبة مقدِّم في الجيش الإنجليزي, سيحتجّ المذكور في البداية على احتلالنا لمصوع, إلّا أن لديه التعليمات من حكومته باستقبالنا هناك, وتقديم المعونة التي تلزمنا١".

وانتهى الأمر بتشكيل "مستعمرة إرتريا الإيطالية بالمعاهدة الإنجليزية-الإيطالية-الأثيوبية٢, وفي ظل الاحتلال مُورست إجراءات القمع الشديد ضد الشعب الإرتري؛ فنصبت المشانق، وارتبكت المجازر، وأعدَّ سجن تخرة في دهلك؛ لاستقبال المطالبين بالحرية والاستقلال٣.

- وعلى أثر تمكين قوات الحلفاء من إنزال هزيمة نهائية بالقوات الإيطالية في شرق أفريقيا عام ١٩٤١, قامت إدارة عسكرية على إرتريا من قِبَل الاحتلال البريطاني, ثم بدأ التسلل الأثيوبي إلى إرتريا, على النحو الذي نفرد له الكلمات التالية:

ثالثًا: الغزو الأثيوبي لإرتريا

كان ذلك في البداية من خلال جمعية حب الوطن, التي تأسست عام ١٩٣٨ تضم المسلمين والنصارى "بعدد متساوٍ", وأدت دورًا وطنيًّا في ظل الاستعمار البريطاني, إلى أن تمكَّنت أثيوبيا من احتوائها والإحاطة بها, والانحراف بها عن أهدافها، فأصبح شعار الجمعية منذ ١٩٤٣ "أثيوبيا أو الموت".

وتأسَّس حزب الوحدة الإرترية الأثيوبية في ٥/ ٥/ ١٩٤١, واتخذ شكلًا منظَّمًا في إبريل ١٩٤٦, بعد أن اندمجت معه جمعية حب الوطن إثر انحرافها عن مبادئها الأولى.


١، ٢، ٣ المرجع السابق من مقدمة عثمان صالح سبي -رئيس العسكرية لجبهة التحرير الإرترتية- قوات التحرير الشعبية.

<<  <   >  >>