للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليمارس السلطات والحقوق السياسية في إندونسيا, لكنه تعرَّض بعد ذلك لاضطهاد سوكارنو.

الماركسية تهدد الشعب المسلم:

وكَّلت هولندا المستعمرة إلى المستشرق "ستوك" وضع مخطَّط لوقف التيار الإسلامي الزاحف، فاقترح أن يسير تيار القومية مع تيار الماركسية لتحطيم تيار الدين، ولحق بستوك المهندس "ستيفليت" الذي وقف نشاطه على نشر الماركسية بين الشعب الإندونيسي المسلم, وقدَّمت له السطان الهولندية المحتلة تسهيلات هائلة.

وفي ١٣ مايو سنة ١٩٢٠ أُعْلِنَ عن تشكيل الحزب الشيوعي الإندونيسي, وكان قد سبقه في سنة ١٩١٧ تشكيل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الهولندي "كفرع للحزب الاشتراكي الهولندي في هولندا", وكان الشيوعيون الأندونيسيون يعتبرن إندونسيا جزءًا من هولندا.

وفي ٢٤ ديسمبر سنة ١٩٢٠ أُعْلِنَ انضمام الحزب الشيوعي الإندونيسي إلى الكومنترن "منظمة الشيوعية العالمية", وبدءًا من سنة ١٩٢٦ أُعْلِنَ استقلال إندونسيا, وانتخبت سوكارنو رئيسًا للجمهورية, وفي أول أكتوبر من نفس العام بعث الرئيس الجديد تهنئة إلى ستالين بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر, جاء فيها:

إننا نؤيد الاتحاد السوفيتي؛ لأنه يحارب من أجل العدالة والسلم العالميين, ومن أجل الإنسانية.

وبقي سوكارنو في الحكم عشرين عامًا يحارب التيار الإسلامي, ويحل حزب ماشومي الإسلامي, ويمكِّن للشيوعية في بلاد المسلمين. فضلًا عن انحلاله الظاهر الذي لم يكن يخفيه, بل كان "يفلسفه", وهو ما دعا الشيوعيون إلى محاولة الانقضاض للإمساك بزمام الحكم مرتين: مرة في سبتمبر سنة ١٩٤٨, والأخرى في سبتمبر ١٩٦٥.

وفي كل مرة كان سوكارنو يحاول تبرير ما حدث, ويقف موقف المتفرج ظاهرًا والمؤيد باطنًا.

<<  <   >  >>