للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المرة الأولى جهَّزَ الشيوعيون جيشًا قوامه خمسة وثلاثون ألفًا، وقتلوا من العلماء والمدرسين والمناهضين لحركتهم ألفًا وخمسمائة في الفترة التالية لإعلان جمهوريتهم الشيوعية تحت اسم دولة إندونيسيا السوفيتية، وأعلن الشعب الجهاد المقدَّس ضد الشيوعية الكافرة, ودوَّت كلمة الله أكبر في كل مكان, وتحرك الجيش الإندونيسي تحت قيادة الحارث ناسوغلتون للقضاء على عملاء الكرملين. وفي ٨ سبتمبر ١٩٥٧ انعقد مؤتمر إسلامي ضمَّ ٦٢٩ عضوًا في مدينة بالمبانغ, بينهم ٣٢٥ من كبار العلماء والأعماد، ٢٨٤ من الساسة والمدرسين, وقرر المؤتمر في ١٠ سبتمبر سنة ١٩٥٧م:

١- يحرَّم على المسلمين أن يحكمهم شيوعي أو شيوعيون.

٢- المؤتمر يطالب بحل الوزارة الحالية, وتأليف وزارة جديدة لا يشترك فيها شيوعي واحد.

٣- إن المؤتمر ليأسف جدَّ الأسف؛ حيث أصبح الرئيس سوكارنو حصن الشيوعية الحصين, وأعطاهم المجال الواسع لمشاركتهم في أمور الدولة والحكم.

أمَّا المحاولة الثانية سنة ١٩٦٥م:

فقد سبقها تمهيدات كان آخرها خطاب الرئيس سوكارنو في اليوم السابق مباشرة في مهرجان الشباب الشيوعي بالملعب الرياضي بحاكرتا؛ حيث قال:

"إن الاستقرار لن يكون إلّا بإراقة الكثير من الدماء, فالطريق نحو هذه الغاية صعب جدًّا, ولكننا يجب ألّا تأخذنا الرحمة أو الشفقة ...

وفي ليلة المؤامرة تَمَّ اختطاف ستة جنرالات وذبحهم, وأفلت منهم اثنان آخران, ثُمَّ تلا ذلك إذاعة بيانات في أول أكتوبر عن الانقلاب العسكري المشئوم, وعرف كيف ساهمت السفارة الصينية في الانقلاب.

ولكن الله قيَّضَ لهذا الانقلاب كذلك من أحبطه.

وانطلق الشعب يقاوم ويتظاهر ويحرق ويطالب بإسقاط سوكارنو الذي اتخذ شعاره المشئوم "ناسا كوم" لتوطيد دعائم الشيوعية, وهو اشتقاق من الكلمات الثلاث:

القومية: Na Tional الدين: Agama الشيوعية: Komunis

<<  <   >  >>