للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي لم يستح أن يعلن: "إني ماركسي وافتخر بذلك، إنني أؤمن بالفسلفة المادية التاريخية١",

والذي لم يستح كذلك أن يعلن عن انحلاله وفجوره "وحياتي الغرامية التي أخذها المؤلف عليَّ مأخذًا لا هوادة فيه, فإني أقول بكل صراحة "والأحرى أن يقول: بكل وقاحة" إن الرجل الذي لا يدري ما الغرام, ولا يعرف ما هو الحب, ولا يذوق طعم الهوى والغرام, ولا يفتتن بالجمال.. فهو إمَّا مخنَّث أو فاقد الرجولة, أو جماد في صورة إنسان, ولا شعور له ولا إحساس"٢.

ثم نُحِّيَ سوكارنو عن الحكم أولًا بقرار المجلس الاستشاري الأعلى, بإلغاء قرار رئاسته مدى الحياة، ثم بقرار سوكارنو في ٢٠ فبراير سنة ١٩٦٧ بتسليم الجنرال سورهارتو مقاليد السلطة؛ ليتولاها الأخير منذ ١٢ مارس ١٩٦٧ وليقصي الشيسوعيين عن الحكم, ويشرك فيه ثمانية أحزابٍ من بينها ثلاثة أحزاب إسلامية.

لكن بكل أسف نقرر: إنه إذا كان سوكارنو قد مكَّن للشيوعية, فإنَّ خلفاءه اليوم يمكِّنون للنصرانية, وكأنها هي البديل، أوكأنها كانت ثمن التمكين.

النصرانية تهدد إندونسيا:

لا تحمل العهد القائم كبر التمكين للنصرانية في إندونيسيا، لكنَّا نحمّله كبر السكوت، والسكوت ممن كان في موضع موضع المسئولية مشاركة, وأي مشاركة؟ ونمسك عمَّا وراء السكوت فليس لدينا علمه، ولئن أمكننا علمه فلا نملك الدليل عليه.

ونكتفي بأن نسوق الحقائق التالية:

١- إن النصارى قد نجحوا في التسلل إلى السلطة عن طريق السيطرة


١ من خطابة يوم ١٦ سبتمبر سنة ١٩٦٥ في الحفل الختامي للمؤتمر الشيوعي بجاكرتا.
٢ في رده على كتاب الأخ محمد أسد شهاب "إندونسيا المعاصرة" ص٢٧٨.

<<  <   >  >>