للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- ما وضح من خلال الحربين اللتين خاضهما الانقلاب ضد اليهود, وصاحب كلًّا من هاتين الحربين كل مرة الانسحاب، ومع الانسحاب الهزيمة لأكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط, مع الانسحاب والهزيمة كسبت إسرائيل سبعة أَضعاف مساحتها سنة ١٩٤٨م.

ما وضح خلال ذلك كله، وبالرغم من أنَّ القيادة كانت تجمع بين كونها سياسية وعسكرية بخلاف الوضع في عهد الملك السابق.

نقول: إن ما وضح من خلال ذلك كله هو أنَّ الحرب لم تكن جدية، وأنها يشوبها شك كبير في خيانة مقصودة لتمكين اليهود من الأرض، وإضفاء شرعية الكسب عن طريق الحرب لليهود, ثم ما ينتج عن ذلك كله من فقدان العرب الأمل في كسب حربي لهم إذا كانت أكبر قوة ضاربة عاجزة عنه١.


وأحد أعضاء خلية عبد الناصر ذاته في تنظيم الضباط الأحرار, في عدد روز اليوسف رقم ٢٦٠٣ صفحة ٧, بأنَّ خبيرًا أمريكيًّا اقترح اختلاق محاولة لإطلاق الرصاص على عبد الناصر, الأمر الذي يثبت أن حادث المنشية الذي اتَّخذه عبد الناصر ذريعة للفتك بالإخوان المسلمين عام ١٩٥٤م كان حادثًا مفتعلًا على نمط حريق الريغستاغ الذي تذرَّع به هتلر للبطش بسائر الأحزاب السياسية في ألمانيا. وبذلك شهد شاهد من أهلها.
١ ثبت تاريخيًّا من شهود العيان الذين مازال بعضهم أحياء يرزقون أنَّ الذي أصدر الأمر بانسحاب القوات المصرية في سيناء في حربي ١٩٥٦، ١٩٦٧ هو عبد الناصر شخصيًّا، وقد عارضه اللواء عبد الحكيم في حرب ١٩٥٦ في إصدار أمر الانسحاب, فلمَّا أمر عبد الناصر بعث عامر ببرقية الانسحاب إلى قيادات الوحدات بالصيغة التالية:
"بناء على أوامر الرئيس جمال عبد الناصر تنسحب....".
أما في حرب ١٩٦٧م فقد شهد التهامي وهو شاهد من أهلها كما أوضحنا آنفًا بما نشر في عدد الأهرام رقم ٣٣١١٠ بتاريخ ٥/ ٨/ ١٩٧٧م, كمذكرات تاريخية له, أنَّ عبد الناصر اعترف له شخصيًّا بأن أمر المشير عبد الحكيم عامر بالطيران صباح ٥ يونيو "حزيران" ١٩٦٧م ومعه طاقم القيادة ليتوجه إلى الميدان ليتفقَّد القوات رغم توفّر معلومات شبه مؤكدة لديه بأن الطيران الإسرائيلي سيضرب ضربته في هذا الوقت بالذات، فنجم عن ذلك تعطيل شبكات الدفاع الجوي بأوامر من القيادة خوفًا على طائرة المشير، كما اعترف عبد الناصر أيضًا لنفس الشاهد بأنّه هو الذي أمر بانسحاب القوات من سيناء مثلما فعل في حرب ١٩٥٦م.
وقد فسَّر رائد عطار في عموده اليومي بالأهرام الصادر في ١٧/ ١٢/ ١٩٧٧م تصرف =

<<  <   >  >>