الأمر الذي يشيع اليأس في قلوب العرب والمسلمين، ويدفعهم إلى التسليم بالأمر الواقع في قبول وجود إسرائيل في المنطقة رغم عدوانها وغصبها لأرض فلسطين.
٧- ما مارسه الانقلاب العسكري لقبول الأسر الواقع بوجود إسرائيل في المنطقة وجودًا شرعيًّا معترفًا به من أصحاب الحق نفسه، ويتَّضِح التمهيد الاقتصادي بإجراءات التخريب في هذا الميدان التي لم تعد خافيةً طوال ثلاثين عامًا من هذا الانقلاب العسكري, الأمر الذي أدَّى إلى فراغ الخزينة المصرية، ونزول الاقتصاد المصري إلى تحت الصفر, كما صرَّح بذلك رئيس الدولة الحالي بعد الحرب الأخيرة, مما جعل الصفر- عامَّة الناس- يسلمون بعد الخنق الاقتصادي المذكور بوجوب الصلح مع إسرائيل, والتسليم بالأمر الواقع ظنًّا منهم أن ما هم فيه من الخنق الاقتصادي سببه الحرب مع إسرائيل, والحق أنَّ ما وصل إليه الشعب المصري من ضيق اقتصادي ومشاكل اجتماعية يرجع في المقام الأول إلى فساد نظام الحكم, وخراب ذمم القائمين على مقدَّرات شعب مصر.
- أمَّا التمهيد الإعلامي: فقد مَرَّ بأكثر من طريق, طريق الدعاية بأنَّ مصر حاربت وهي أكبر قوة ضاربة في الشرق الأوسط، ثم وقعت معها الهزيمة فوقع معها اليأس من النصر.
ثم ما أعقب ذلك من ادِّعاء أنَّ كلَّ مشاكل مصر هي بسبب حربها مع إسرائيل، وأنَّ الرخاء ينتظر مصر مع الصلح والسلام، وكلٌّ من السلام
عبد الناصر المريب في حرب ١٩٦٧م, بأنَّ عبد الناصر دبَّر هذه المذبحة لجيش مصر بعد اطِّلاعه على تقارير أمنية تفيد القوات المسلحة المصرية على عزله من منصبه نتيجة لتورطه في اليمن, وبعد فقدانه السيطرة على مجموعة المشير عامر التي سيطرت على الجيش سيطرة كاملة، وكان العقيد شمس بدران من أبرز شخصيات مجموعة المشير؛ إذ كان له تنظيم أمني داخل جميع الوحدات المقاتلة بعلم المشير, وقد انكشف المخطَّط الناصري بعد الهزيمة النكراء, فكان لا بُدَّ من التخلُّص من المشير بقتله؛ لأنه إذا حوكم سيروي للتاريخ المسئول الحقيقي عن ضياع الجيش المصري في صحراء سيناء في يونيو ١٩٦٧م. وجدير بالذكر أنَّه كان من ضمن المخطَّط مقال افتتاحي نشره هيكل رئيس تحرير الأهرام, ومستشار عبد الناصر في الصفحة الأولى بالأهرام, أنَّ مصر لن تضرب الضربة الأولى, فكان دعوة الجيش للاسترخاء.