للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي المرحلة الأخيرة يتهذّب الإخراج من الإسلام إلى الإبعاد عن الإسلام، ثم يتهذَّب الأخير تحت أسماء "التمدين" و"التحضُّر" والتغيير الاجتماعي.

ولئن كانت الصيغة التي يمارسها الفكر الصليبي الآن في منطقة الإسلام تهذّب وتنظيم وتتستُّر بشعارات عديدة, تحمل معاني التحضر والتمدن والتغيير الاجتماعي, فإن ذلك هو الأغلب الأعم.

لكن ذلك لم يمنع من استمرار ممارسة التبشير؛ كإخراجٍ من الإسلام وإدخالٍ في المسيحية، ولا تزال مناطق إسلامية تعاني ضراوة التبشير الذي يتَّخذ أسلحة العلم كلها مسخّرة في خدمة تحطيم العقيدة الإسلامية, ونقل المسلمين إلى النصرانية، كما يستخدم فيها أسلحة المال, يجري بغير حساب إغراءً لضعاف النفوس, واستغلالًا للفقر والفاقة التي مُنِيَت بها بعض مناطق المسلمين١.

كذلك وعلى ما سنشير، فإن أنظمة الحكم القائمة في أكثر البلاد الإسلامية متواطئة مع الصهيونية الصليبية في حلفها الجديد، مسخرة أجهزة الحكم -ثمنًا لما تجلس عليه من كراسي- لخدمة أغراض التهويد والتنصير, أو للتمهيد لها.

كذلك فإن الجيوش الوطنية تقوم بدور الحارس لتلك الأنظمة, فيما تنفذ


= "ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية, ليست في إدخال المسلمين في المسيحية, فإن في هذا هداية لهم وتكريمًا "! ", وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله, وفي النهاية قال:
"إنكم أعددتم نشئًا في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله, ولا يريد أن يعرفها, وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية, وبالتالي جاء النشئ الإسلامي طبقًا لما أراده الاستعمار المسيحي؛ لا يهتم بالعظائم, ويحب الراحة والكسل, ولا يعرف همه في دنياه إلّا في الشهوات!.
"راجع أساليب الغزو الفكري, هامش ص٣٤، ص٣٥".
١ مأساة الإسلام في إندونيسيا أعظم من أن يشار إليها في هذا الهامش, فقد تمكنت الصليبية باستخدام وسائل التبشير المختلفة معضَّدة بسلاح المال من أن يرتدَّ عن الإسلام عشرة ملايين مسلم!
وفي عالم الإسلام مناطق يجري فيها المال جريان الأنهار، ولا ندري لم لا يستخدم المال الإسلامي في نصرة المسلمين، ودفع الأخطار عنهم؟!
"راجع القسم الثاني من حاضر العالم الإسلامي, إندونيسيا".

<<  <   >  >>