للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أغراض -من بينها التهويد والتنصير أو التمهيد لهما, وتحل بذلك محل جيوش الاحتلال التي كانت تؤدي نفس الدور، وإن كان أكثر علانية وأكثر تنفيرًا، ومن هنا ندرك إصرار الكتل الدولية على تقوية جيوش أكثر الدول الإسلامية التي لا تعمل للإسلام.

وفي مجال الحديث عن الغزو الحديث للفكر الصليبي للمنطقة الإسلامية يكفي أن نشير إلى:

١- انتشار الفكر العلماني ١:

وهو صناعة في الأصل يهودية, قضت على نفوذ الكنيسة في أوربا, واستغلت فيه الماسونية المتغلغلة في الأوساط الفكرية طغيان الكنيسة وبطشها لتؤدي بسلطانها، فرفعت شعار العلمانية تحت شعار "ما لقيصر لقيصر, وما الله لله"؛ لتجعل سلطان الكنيسة داخل جدرانها, لا يغادر إلى المجتمع أو الدولة، وهو ما يسمَّى بفصل الدين عن الدولة، وهو ما عبَّرت عنه الثروة الفرنسية تعبيرًا دمويَّا حين نادت "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس".

وتصدِّر الصليبية بعد ذلك هذا الفكر إلى المنطقة الإسلامية من خلال الكُتَّاب، ومن خلال عقول الأساتذة الذين يتخرَّجون في جامعات الغرب المسيحي, وينالون أعلى شهاداته، ولم يكن للمسجد في الإسلام ما كان من الكنسية في النصرانية, فلم يصادر حريَّات الناس, ولا اعتدى على عقولهم، ولا زعم لنفسه حق "الغفران" أو حق "الحرمان", وما انزلق علماؤه ورجاله إلى ما انزلق إليه رجال الكنيسة من تحلل وفسق وفجور.


١ العلمانية ترجمة غير أمينة لاصطلاح في اللغة الإنجليزية Seculqrism, وذلك أنَّ الاصطلاح يعني باللغة الإنجليزية: لا ديني, أو غير عقدي, وترجمته قد يوهم باشتقاقه من العلم، لكنَّه في الواقع يعني البعد عن الدين. راجع تفصيلًا لذلك: أساليب الغزو الفكر للعالم الإسلامي, للمؤلف بالاشتراك.

<<  <   >  >>