للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مجال الوظيفة، وقبلها في الجامعة، ثم ما يزال يهبط به حتَّى جعله في المدارس الابتدائية والمتوسطة وأحيانًا الثانوية, وهي قمة سنّ المراهقة الخطير.

وغلَّفوا ذلك بنظريات علم النفس المصدَّرة من الغرب الصليبي، وكانت قمَّة الإطاحة بالقيم أن يكون في بعض المدارس الثانوية للبنين مدرسات في سن الشباب, تهدر معهنّ كرامة القدوة وكرامة العلم في أكثر الأحيان.

كل ذلك وغيره يجري في شرقنا الإسلامي, ويجري السماح له من أكثر الأنظمة الحاكمة, ويجاوز الأمر حدَّ السماح إلى التشجيع والحماية، في الوقت الذي لا يجد الفكر الإسلامي الأصيل نفس الفرص التي تتاح للفكر الصليبي.

ولنقدم الدليل على ذلك, قارن بين ميزانية البرامج الدينية والعلمية والتثقيفية الصحيحة, وميزانيات الأغاني الخليعة والتمثيليات الفاجرة.

ولا أقصد بذلك التشجيع له والحماية, كما يجري للغزو الصليبي المستورد, بل أقصد مجرَّد السماح.

إن العقبات والتضييق توضع أمام الفكر الإسلامي الأصيل، ويجاوز الأمر حدَّ التضييق أن يتخذ الصد عن سبيل الله صورة الفتنة والإرهاب، مما يردّ الفكر الإسلامي الأصيل حبيسًا في الصدور، أو قد يتبخَّر أمام قسوة الفتنة والإرهاب من داخل الصدور الضعيفة, يشكو إلى الله غربته في داره وبين أبنائه.

ويجري مع ذلك محاولات "تمييع" الفكر الإسلامي "أو تهويده" و"تنصيره", أو التقريب بينه وبين الفكر اليهودي أو النصراني، مع ما يحمله الأخير من انحرافٍ وتحريف, وما يحمله -الآن- من عداءٍ سافرٍ أو خفيّ للإسلام.

ويجري تشجيع مثل هذه الاتجاهات وحمايتها، وترويجها عن طريق المؤتمرات ووسائل الإعلام المختلفة، باسم التقريب بين الأديان، أو باسم الوحدة الوطنية, أو غيرها من الشعارات.

تلك كانت كلمات مختصرة عن الغزو الصليبي للشرق الإسلامي، لكنَّها بفضل الله تحمل الحق، وتحمل النذير.

اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد.

<<  <   >  >>