للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع الصهيونية قضاءً على روح الإسلام, وامتصاصًا لها من قلوب شباب المسلمين, وشغلًا لهم بالغريزة, وإغراقًا لهم في حمأتها الوبيئة، ومن ثَمَّ إبعادٍِ لهم عن الإسلام وذروة سنامة الجهاد؛ فالقلب الذي تشتغل فيه الغريزة, ويلتهب فيه أوارها, لا يمكن أن يفكِّر في الجهاد, ولا أن ينشغل به.

وإشعال نار الغريزة وسعارها لم يقتصر على الشباب من الذكور, بل امتدَّ إلى الجنسين, وساعد على ذلك:

أ- وسائل الإعلام المختلفة:

من إذاعة صوتية أو مرئية, ومن سينما وصحافة وكتب وقصص تدور حول قصص الجنس، بل وتعرض في أفلام بالصوت والصورة أداء العملية الجنسية, بل وصورها الشاذَّة كذلك!

ب- التوسُّع في تعليم البنات وتوظيفهن ١:

مما أعطى فرصة واسعة أمام الفتاة المسلمة لتبعد عن الوقاية، كما أعطاها الفرصة الواسعة للخلوة واللقاء.

ج- الاختلاط:

وكان قمة ما وصل إليه الفكر المنحلّ في شرقنا الإسلامي إشاعة الاختلاط


١ فرق بين المبدأ وبين إساءة استعماله:
فمبدأ تعليم المرأة ليس موضع اعتراض, فالمرأة العالمة بدينها خير ألف مرَّة من الجاهلة, لكن الاعتراض أولًا على عدم مراعاة الفرق البيولوجي "العضوي" والنفسي بين الفتاة والفتى, فتجرى المساواة بينهما مع اختلافهما, والمساواة بين المختلفين ظلم بَيِّنٌ وجهل فاضح!
والاعتراض ثانيًا على إساءة استعمال المبدأ؛ حيث استغلَّ تعليم الفتاة لتحريضها على التجرُّد من قيود الفضيلة والأخلاق, بما يجري به الإعلام الفاجر, ثم بما يسري بين صفوفهن من عدوى أخلاقية، ومن قدوات سيئة. وذلك بما تعرضه من صور فاجرة, وما تبثه من أحاديث تافهة, وقصص رخيصة يستأجر لها المنحلون، ومن المؤسف أنَّ الإنفاق على وسائل التدمير هذه يتقدَّم على وسائل الإنتاج وعناصر القوى البشرية المنتجة, ومن ثَمَّ تضيع أموال المسلمين لحساب الانحلال الذي يمكِّن للصهيونية والصليبية والإلحاد, ويمكِّن لها في بلاد الإسلام.

<<  <   >  >>