للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفاز وكتب ونشرات, بل إنه يجاوز ذلك ليكون منهجًا من مناهج التعليم في مدارسنا وجامعاتنا, ويجد الحماية من أنظمة الحكم القائمة على نفس الكفر والمرتكنة إلى نفس المصدر؛ لأنَّ نظم التعليم ومناهج التربية تعكس آثار السياسة السائدة في مجتمعٍ ما -ولم يعد خافيًا على أحد في العالم الإسلامي ما منيت به نظم التربية والتعليم من فشل ذريع, وفشلهما انعكاس لفشل السياسة ونظم الحكم في العالم الإسلامي التي تقوم على العلمانية والقومية؛ لأنَّ كلا المرتكزين مستمد من التأثر والخضوع لمخططات الصهيونية والصليبية والإلحاد, تلك المخططات المتغلغلة في بلاد الإسلام.

وفي بلاد إسلامية تحرص على إسلامية تعليمها، تحرص مراكز القوى المتعاونة أو المتجاوبة مع الفكر الصليبي على إدخال مادَّة التربية القومية بديلًا عن مادَّة الثقافة الإسلامية, أو بعض دروس الدين الإسلامي.

ولم يعد خافيًا على كل ذي لبٍّ أنَّ المصدر للفكر القومي هو الصليبية المتعاونة مع الصهيونية، فنشأة هذا الفكر -متآمرًا- كان في البلاد الصليبية.

وصلته كذلك -متآمرًا- في صورة الأحزاب القومية لا تزال كذلك بالبلاد الصليبية, ودورة كذلك -متآمرًا- على الخلافة الإسلامية, ومن بعد ذلك على فكر الجامعة الإسلامية, كان مع الصليبية المتعاونة على الصهيونية.

٣- انتشار الفكر الوجودي وما يتبعه:

لا جرم أن فكر سارتر اليهودي وخليلته -لا حليلته- سيمون دي بوفوار, قد جاوز -عن عمد- حدود بلاده؛ ليصدَّر إلى الشرق الإسلامي.

ولا يحتاج الأمر إلى كبير جهد لندرك أن الفكر الوجودي بما يحمل معه من تحلُّل من كل القيود, وبما يغزو ذلك من خنافس وهيبز, وغير ذلك من الأصناف, كل ذلك إنما قامت على تصديره إلى وطن الإسلام الصليبية المتآمرة

<<  <   >  >>