للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالأديان كمرحلة انتقالية حتى يتحقَّق التمكين للشيوعية, ثم يجري بعد ذلك القضاء على الدين, ومن ثَمَّ أعلنوا أنهم يريدون الشيوعية اقتصاديًّا مع الإبقاء على الإسلام كعقيدة, ونصحوا عملاءهم بألّا يهاجموا الدين, بل نصوحهم بأكثر من ذلك, بأن يؤدوا شعائر الدين؛ كالصلاة والصيام والحج، ليمكنهم من خلال ذلك أن يغزوا قلوب المسلمين "السذج" أو "البسطاء".

ونجح العملاء إلى حدٍّ كبير.

وتسمَّى بعضهم "بالحاج", وأصرَّ آخرون على التردد على بيت الله الحرام معتمرين أو زائرين أو حاجّين.

وهم في التكلييف الشرعي الصحيح كفَّار ليس لهم أن يدنسوا المسجد الحرام {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: ٢٨] .

لكنه الخداع من ناحية.

وأعلنَّا في أكثر من مكانٍ أن الصلح بين الإسلام والشيوعية مرفوض١, وأن التعايش بينهما مستحيل؛

لأن الكفر والإيمان لا يتعايشان, والحق والباطل لا يصطلحان.

{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: ١٨] .


١ راجع أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي, وشريعة الله حاكمة ليس بالحدود وحدها. للمؤلف دكتور علي جريشة بالاشتراك.

<<  <   >  >>