للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولسنا في مقام تحليل أسباب السقوط، فلذلك مكانه١, ولكنَّا في مقام بيان أثر غيبة الخلافة في واقعنا السياسي.

لقد غابت -أولًا- الدولة الحاكمة بشرع الله.

وغابت -ثانيًا- الدولة التي تظل المسلمين وتجمع شملهم في وحدة حقة قائمة على وحدة العقيدة.

وغابت -ثالثًا- الدولة التي كانت ترهب عدو الله وعدوهم، وكانت القوى العالمية تحسب له ألف حسابٍ, حتى بعد ضعفها ومرضها.

وغابت -أخيرًا- الدولة التي عرف اليهود وتأكَّدوا أنه لا سبيل لهم إلى فلسطين إلّا بتحطيمها، وهو ما صرَّح به سرجي نيلوس العالم الروسي الذي نشر البروتوكولات.

صرَّح به قبل قيامها بحوالي خمسين سنة, حين قال: إن الأفعى اليهودية لا بُدَّ أن تمرَّ بالآستانة في طريقها إلى فلسطين.


١ كان في مقدمة أسباب السقوط ما بذله يهود الدونمة "٥٠ ألف يهودي لهم خمس محافل ظاهرت الاتحاد والترقِّي" وقد ساهموا في:
أ- إسقاط السلطان عبد الحميد.
ب- أوقفوا الصراع والخصومة بين عنصري الأمة: الأتراك والعرب.
ج- نشروا مبادئ العلمانية, أي: فصل الدين عن الدولة. "راجع المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية للأستاذ أنور الجندي".
ثم ما بذله ت. أ. لورنس الذي صرَّح: إنَّ أهدافنا الرئيسية تفتيت الوحدة الإسلامية, ودحر الإمبراطورية العثمانية وتدميرها". ولورنس ابنٌ غير شرعيّ لتوماس تشابمان، ومع ذلك فقد وصل إلى حد الصداقة مع شريف مكة, وسارت تحت قيادته الجيوش لحرب الأتراك في سوريا, وهو يصرح بذلك في تقريره "سياسات مكة" بقوله: "لو تمكنَّا من تحريض العرب على انتزاع حقوقهم من تركيا فجأة وبالعنف؛ لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد, ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم".

<<  <   >  >>