للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دما وكذا جرى، وهذه المقابلة تليق بابن الغادر على قبح سريرته وغدره، فإنه أخرج أهل تلك البلاد من أرضهم بظلمه لا بسحره، وسألنا قبل ذلك في ولده وقد كره العود إليه، وألف أبوتنا الشريفة وتوطن فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن عليه، فخالف نص الكتاب ومشى في ظلم الطغيان، ولم يعمل بقوله تعالى هل جزاء الإحسان إلى الإحسان، فقابلته سطواتنا الشريفة على قوله وفعله، وما حاق المكر السيىء إلا بأهله، وحلّ ركابنا الشريف بالأبليستين في العشرين من ربع الآخر فجمعنا بحصنها الزاهر بين ربيعين، وتمناها بعشر الإقامة لاستيفاء مالنا في ذمة جيرانها من الدين، فرحبت بنا وبسطت بساطها الأخضر وقالت على الرأي والعين، وألقتنا إلى درندة وما العيان من صنع الله في أخذها كالخبر، وادعت أن صخرها أصم فأسمعناه من آذان المرامي تنقير المدافع وتحريك الوتر، وطلعت فيظهر الجبل كدمل فطار كل جارح من سهامنا بريشة إلى فتحها، وظنت صون من بها لعلوّ ذلك السفح فطالت سيوفنا إلى جماء القوم وسفحها، وقرعنا جبلها بسبابات المدافع وكسرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>