حكى المدائني قال خرج ابن زياد في فوارس فلقوا رجلاً ومعه جارية لم ير مثلها في الحسن فصاحوا به خل عنها وكان معه قوس فرمى أحدهم فهابوا الإقدام عليه فعاد ليرمي فانقطع الوتر فهجموا عليه وأخذوا الجارية فهرب واشتغلوا عنه بالجارية ومد بعضهم يده إلى أذنها وفيها قرط وفي القرط درة يتيمة لها قيمة عظيمة فقالت وما قدر هذه الدرة إنكم لو رأيتم ما في قلنسوته من الدر لاستحقرتم هذه فتركوها واتبعوه وقالوا له ألق ما في قلنسوتك وكان فيها وتر قد أعده فنسيه من الدهش فلما ذكره ركبه في القوس ورجع إلى القوم فولى القوم هاربين وخلوا الجارية.
[ذكاء الحيوان]
وحكى ابن الجوزي في كتاب الأذكياء نبذة عن الحيوان الذي كان بذكائه شبه ذكاء الآدميين. فمن ذلك أن بعض الكتاب مر بمقبرة فإذا قبر عليه قبة مكتوب عليها هذا قبر الكلب فمن أحب أن يعلم خبره فليمض إلى قرية كذا وكذا فإن فيها من يخبره فسال الرجل عن القرية فدلوه عليها فقصدها فقيل له ما يعلم ذلك إلا شيخ هنا قد جاوز المائة فسأله فقال كان هنا ملك عظيم الشأن وكانيحب التنزه والصيد وكان له كلب قد رباه لا يفارقه فخرج يوما إلى بعض متنزهاته وقال لبعض غلمانه قل للطباخ يصلح لنا ثريدة بلبن فجاءوا باللبن إلى الطباخ ونسي أن يغطيه بشيء واشتغل بالطبخ فخرجت من بعض الشوق أفعى فكرعت في ذلك اللبن ومجته في الثريدة والكلب رابض يرى ذلك ولم يجد له حيلة يصل بها