المنصور بقارورة طيب وقال تطيب بهذا فإنه يذهب همك فأخذها وانقلب إلى أهله فقال المنصور لجماعة من نقبائه اقعدوا على أبواب المدينة فمن مر بكم وشممتم فيه روائح الطيب فأتوني به ومضى الرجل بالطيب إلى بيته فدفعه إلى المرأة وقال هذا من طيب أمير المؤمنين فلما شمته أعجبها إلى الغاية فبعثت به إلى رجل كانت تحبه وهو الذي دفعت المال إليه فقالت له تطيب بهذا الطيب فتطيب به ومر مجتازا ببعض الأبواب ففاحت منه روائح الطيب فأخذ وأتى به إلى المنصور فقال له من أين استفدت هذا الطيب فتلجلج في كلامه فسلمه إلى صاحب شرطته وقال له: إن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخذ منه وإلا فاضربه ألف سوط فما هو إلا أن جرد وهدد حتى أذعن برد الدنانير وأحضرها كهيئتها ثم أعلم المنصور بذلك فدعا صاحب الدنانير وقال له أرأيتك أن رددت إليك الدنانير أتحكمني في امرأتك قال نعم يا أمير المؤمنين قال ها هي دنانيرك وقد طلقت امرأتك وقص عليه الخبر.
[المهدي والقاضي شريك]
ومن ذلك ما روي عن المهدي وهو أن شريك بن عبد الله القاضي دخل عليه يوما فأراد المهدي أن يبخره فقال للخادم أحضر للقاضي عودا فذهب الخادم فجاء بالعود الذي يلهى به فوضعه في حجر شريك فاضطرب شريك من ذلك وقال ما هذا يا أمير المؤمنين قال عود أخذه صاحب العسس البارحة فأحببنا أن يكون كسره على يد القاضي فقال شريك