اللحية وأضيف إلى ذلك أن يكون صغير الرأس فأحكم عليه بالحمق. وقال زياد ما زادت لحية الرجل على قبضة إلا كان نقصانا من عقله وقال الشاعر:
إذا عرُضت للفتى لحيةٌ ... وطالت وصارت إلى سرّته
فقد ضاق عقل الفتى عندنا ... بمقدار ما زاد من لحيته
وقال ابن الرومي:
إن تطل لحيةٌ عليك وتعرُض ... فالمخالي مخلوقةٌ للحمير
علّق الله في عذاريك مخلا ... ةً ولكنّها بغير شعير
وقال بعضهم: صارم الأحمق فليس له خير من الهجران. وقيل مكتوب في التوراة من اصطنع إلى أحمق معروفا فهي كخطيئة مكتوبة عليه. وقال سفيان الثوري هجران الأحمق قربة إلى الله تعالى. فمن ضرب المثل بحمقه وتغفله هبنقة واسمه يزيد وكان قد جعل في عنقه قلادة عظام وودع وقال أخشى أن أضيع من نفسي ففعلت ذلك لأعرفها فحولت أمه القلادة إلى عنق أخيه فلما أصبح ورآها قال يا أخي أنا أنت وضل له بعير فجعل يقول من وجده فهو له فقيل له فلم تنشده قال: لحلاوة الظفر. واختصمت بنو طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل من الفريقين أنه منهم فقال هبنقة حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب فقال الرجل إن كان الحكم هكذا فقد زهدت في الطائفتين.