قال الشافعي رضي الله عنه وهي أول كلمة سمعتها في الحجاز من امرأة فلما هممت بالدخول قالت لي العجوز إلى أين عزمت فقلت إلى المنزل فقالت هيهات تخرج من مكة بالأمس فقيراً وتعود إليها مترفاً تفخر على بني عملك بذلك فقلت ما أصنع فقالت ناد بالأبطح في العرب بإشباع الجائع وحمل المنقطع وكسوة العراة فتربح ثناء الدنيا وثواب الآخرة ففعلت ما أمرت به وسار بذلك الفعل الرجال على آباط الإبل وبلغ ذلك مالكاً فبعث إليَّ يستحثني على الفعل ويعدني أنه يحمل إليَّ في كل عام مثل ما صار إليَّ منه وما دخلت إلى مكة وأنا أقدر على شيء مما جاء معي إلى على بغلة واحدة وخمسين ديناراً فوقعت المقرعة فناولتني إياها أمة على كتفها قربة فأخرجت لها خمسة دنانير فقالت له العجوز ما أنت صانع فقلت أجيزها على فعلها لها خمسة دنانير فقالت لي العجوز ما أنت صانع فقلت أجيزها على فعلها فقالت أدفع إليها جميع ما تأخر معك قال فدفعت إليها ودخلت إلى