ولا سمعت بمن قاس كاتب الوحي إلى نبي النصارى، ومن ذلك أن لصا تسور روزنة وكان اللص مغفلا فنظر من خلال الروزنة فوجد رجلا وزوجته وهي تقول له يا رجل من أين اكتسبت هذا المال العظيم فقال لها كنت لصا وكنت إذا تسورت روزنة بيت صبرت إلى أن يطلع القمر فإذا طلع اعتنقت الضوء الذي في الروزنة وتدليت بلا حبل وقلت شولم شولم فنزلت فآخذ جميع ما في البيت ولا تبقى ذخيرة من ذخائر البيت إلا ظهرت لي ثم أقول شولم شولم وأصعد في الضوء ولا ينتبه أحد من أهل البيت وأذهب بلا تعب ولا كلفة فسمع اللص ذلك فصبر إلى أن طلع القمر ونام أهل البيت فتعلق في ضوء الروزنة فوقع وتكسرت أضلاعه فقام إليه صاحب البيت وقبض عليه وأسلمه إلى صاحب الشرطة. ومنهم
[يسوق الحمير ويعدها]
من كان يسوق عشرة حمير فركب واحداً منها وعدها فإذا هي تسعة حمير فنزل وعدها فإذا هي عشرة فقال أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب وأخسر حماراً فمشى حتى كاد يتلف إلى أن بلغ قريته. ومنهم من مات بعض أقاربه فقيل له لم لا تبعث جنازته فقال هذا الكلام ما يقوله عاقل أكون منسيا فأذكر بنفسي ومن ذلك أن بعض المغفلين سمع رجلا ينشد:
وكان بنو عمّي يقولون مرحباً ... فلما رأوني معدما مات مرحبُ
فقال: كذب الشاعر مرحب قتله علي بن أبي طالب لم يمت إلا قتيلا، ومنه من باع داراً وكان يؤذن بباب مسجد بالقرب منها فأنسى أنه باعها فصلى ورجل