به عينيك فتذهب هذه الرطوبة فقال ما أحوجني إلى ذلك قال فخذ عيدان الهواء وغبار الماء وورق الكمأة فصير الجميع في قشر جوزة واكتحل من العشر فإنه يذهب رطوبة عينيك فاتكأ الشيخ على ظهر حماره وضرط ضرطة طويلة ثم قال خذ هذه الضرطة أجرة وصفك فإن نفعتنا زدناك فضحك الرشيد يكاد يسقط عن ظهر دابته.
ومن الجد المفحم أن رجلا من اليهود قال للإمام علي رضي الله عنه ما دفنتم نبيكم حتى قال الأنصار منا أمير ومنكم أمير فقال الإمام أنتم ما جفت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة.
ومنه أن المتوكل قال يوما لجلسائه نقم المسلمون على عثمان أشياء منها أن الإمام أبا بكر رضي الله عنه لما تسنم المنبر هبط عن مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمرقاة ثم قام عمر دون مقام أبي بكر وصعد عثمان ذروة المنبر فقال عباد: ما أحدٌ أعظم منه عليك من عثمان يا أمير المؤمنين قال وكيف ويلك قال لأنه صعد ذروة المنبر ولو أنه كلما قام خليفة نزل مرقاة ونزل عثمان كمن تقدمه كنت أنت تخطبنا من بئر فضحك المتوكل ومن حوله.
[ذكاء طبيب]
ومن المنقول عن أذكياء الأطباء أن جارية من جواري الرشيد تمطت فلما أرادت أن تمد يدها لم تطق وحصل فيها الورم فصاحت وآلمها فشق على الرشيد وعجز الأطباء عن علاجها فقال له طبيب حاذق يا أمير المؤمنين لا دواء لها إلا أن يدخل إليها رجل أجنبي غريب فيخلو بها ويمرخها بدهن نعرفه فأجابه الخليفة إلى ذلك رغبة في عافيتها فأحضر الطبيب الرجل