يطالبه بالأجرة. وكان لهم جارية تسمى عميرة فضربتها ذات يوم أمه فصاحت الجارية فاجتمع الناس على الباب فخرج إليه فقال ما لكم عافاكم الله إنما هي أمي تجلد عميرة. ومنهم
[ابن الجصاص]
قيل إنه كان يقصد التباله خيفة من الوزير ابن الفرات. فمن المنقول من حمقه أنه كان مع الوزير في مركب ومعه بطيخة فأراد أن يعطيها للوزير ويبصق في البحر فبصق في وجه الوزير ورمى البطيخة في البحر هذا من المنقول عما ظهر عنه من التباله وإلا فقد روي عنه أنه قال لما ولي ابن الفرات الوزارة قصدني قصدا قبيحاً وأنفذ العمال إلى ضياعي وبسط لسانه بثلبي ونقصني في مجلسه فدخلت يوما داره فسمعت حاجبه وقد وليت يقول: هذا بيت مال يمشي على وجه الأرض ليس له من يأخذه فقلت هذا من كلام صاحبه وقد كان عندي في ذلك الوقت سبعة آلاف ألف دينار عيناً سوى الجواهر والذخائر وغير ذلك فسهرت في ليلتي أفكر في أمري معه فوقع في نفسي في الثلث الأخير من الليل أن ركبت إلى داره على الفور فوجدت الأبواب مغلقة فطرقتها فقال البواب من هذا قلت ابن الجصاص فقال ليس هذا وقت وصول الوزير نائم فقلت عرف الحجاب أني حضرت في مهم فعرفهم فخرج إلي أحدهم فقلت الأمر أهم من ذلك فأيقظه وعرفه عني ما قلت لك فدخل وأبطأ ساعة ثم خرج وأدخلني فارتاع لدخولي وظن أني جئته برسالة من الخليفة أو حدثت حادثة وهو متوقع لما أورده عليه فنظر إلي