للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ما الذي جاء بك في هذا الوقت قلت خير ما حدثت حادثة ولا معي رسالة ولا جئت إلا في أمر يخصني ويخص الوزير ولم تصلح مفاوضته إلا على خلوة فسكن روعه وقال لمن حوله انصرفوا فمضوا فقال هات فقلت أيها الوزير إنك قصدتني بأقبح قصد وشرعت في هلاكي وإزالة نعمتي وفي إزالتها خروج نفسي وليس عن النفس عوض وقد جعلت هذا الكلام عذرا بيني وبينك فإن نزلت تحت حكمي في الصلح وإلا قصدت الخليفة في هذه الساعة وحولت إليه ألف دينار وأنت تعلم قدرتي عليها وأقول له: خذ هذا المال وسلم إلي ابن الفرات وأسلمك لمن أختاره للوزارة ويقع في نفسي أنه يجيب إلى تقليده ممن له وجه مقبول ولسان عذب وخط حسن ولا أعتمد إلا على بعض كتابك فإنه لا يفرق بينك وبينه إذا رأى المال حاضرا فيسلمك في الحال إليه ويفرغ عليك العذاب بحضوري ويأخذ منك المال المعين وأنت تعلم أن حالك تفي بها ولكنك تفتقر بعدها ويرجع المال إلي وأكون أهلكت عدوي وشفيت غيظي وزاد محلي بتقليدي وزيراً فلما سمع هذا الكلام سقط ي يده وقال يا عدو الله أو تستحل ذلك فقلت بل عدو الله من استحل مني هذا فقال وما تريد فقلت تحلف الساعة بما استحلفك من الأيمان المغلظة أن تكون معي لا علي في صغير أمري وكبيره ولاتنقص لي رسما ولا تضع مني، بل تبالغ في رفعتي ولا تبطن علي فقال وتحلف أنت أيضاً لي بمثل هذا اليمني على جميل النية وحسن الطاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>