للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طوائف سكانها والطارئين عليها وبالتالي إمكانية التنقل فى أراضيها. وسوف نكتفي فيما يلي بحديث موجز عن الرواد الأوائل الذين يسروا السبيل أمام الدراسات الموسعة فى الوقت الحاضر.

فتحت أبواب الدراسات التاريخية الحديثة لمناطق الجنوب العربي بعثة يسرت لها حكومة الدانمرك طريق الوصول إلى اليمن فى عام ١٧٦١ للقيام بدراسات جغرافية ونباتية وحيوانية. وتجولت البعثة في اليمن، وكان أنشط أعضائها وأطولهم بقاء الهولندي كارستين نيبور Karsten Niebuhr وقد زار مخا وعمان وعدة مناطق من الخليج العربي، ونشر نتائج رحلته فى عام ١٧٧٢ ووصف فيها ما شاهده، ودون عددًا من الملاحظات الطبوغرافية والخرائط التوضيحية للمناطق التى زارها، كما ضمنها مستنسخات لعدد من نصوص المسند التي وجدت فى مدينة ظفار إحدى عواصم دولة سبأ وذوريدان القديمة. ولفت الأنظار إلى أطلال المواقع الأثرية التى شاهدها وأثبتها على خرائطه.

والطريف أن تجربة نيبور مع الآثار والنصوص العربية الجنوبية فى عام ١٧٦١ شجعته على أن يجري نفس النشاط مع الآثار والنصوص الفارسية فى مدينة برسوبوليس بإيران، فأصبح بذلك رائدًا للدراسات القديمة فى كل من البلدين.

واقتفى أثر نيبور الألماني أو ليرخ جسبار سيتزن A.J. Seetzen الذي زار ظفار فى صيف ١٨١٠ واستنتسخ بعض نقوشها.

وكان من المتوقع أن يتاح لرحالة انجلترا وفرنسا وهما الدولتان الكبيرتان في القرن التاسع عشر نصيب من الكشف عن حضارات الشرق القديم. ففي عام ١٨٣٦ نجح كل من هلتون وكروتندن البريطانيين في استنساخ نقوش سبئية من صنعاء.

وباسم البحرية الهندية أو شركة الهند البريطانية كلف الكابتن ولستد R. Wellsted وزميله هاينس S.B.Haines في عام ١٨٣٥ بمهمة تتبع خطوط الساحل العربي. وكانت لولستد اهتماماته الخاصة بالرحلة والآثار فوجه الأنظار في حضرموت إلى أطلال ونقوش حصن الغراب الذي كان يحمي ميناء من أكبر موانئ دولة حضرموت القديمة. ونبه إلى أطلال مدينة نقب الحجر أحد المراكز الحضارية القديمة. وسجل ملاحظاته عن خصب وادي حضرموت. ووصل إلى أطراف الربع الخالي. كما بدأ رحلاته الجغرافية في عمان حتى وصل إلى الحافة الجنوبية للجبل الأخضر.

<<  <   >  >>