نشرها في عدة كتب بين ١٩٠٧ - ١٩٣٠، وتناول فيها طبوغرافية الأرض ومصادر المياه، وحقق أسماء الأماكن، والأعلام، وترسم طرق التجارة، وتعرف على كنه المواضع التي عثر فيها على النصوص القديمة النبطية والثمودية واللحيانية، والعربية والإغريقية واللاتينية. وحاول أن يربط بين هذا كله وبين ما ذكرته قصص الكتب المقدسة عن شعوب المنطقة وأنبيائها كشعوب مدين وثمود وإرم وقصة يوسف وقصة موسى وخروج بني إسرائيل مستعينًا بروايات المؤرخين والجغرافيين الإغريق والرومان، ومؤلفات المؤرخين والجغرافيين المسلمين، وما انتهت إليه الدراسات الحديثة للآثار والنصوص حتى أيامه، وكل ذلك إلى جانب الكتابة المعتادة عن السكان وحياة البدو الاجتماعية فى العصر الحديث الذي قام فيها برحلاته.
وفي نفس الوقت تقريبًا، غلبت الصبغة اللغوية والأثرية على رحلات الباحثين جوسين وسافينياك A.Jaussen,R.Savignac في شمال شبه الجزيرة وساحل الحجاز، وكانا من الآباء الفرنسيسكان فى القدس، وأسهما في نشر وإعادة نشر عشرات من النصوص النبطية واللحيانية والثمودية وترجمتها، ودراسة الآثار فى تفصيل وتصويرها تصويرًا دقيقًا، لا سيما فى مدائن صالح والخريبة ثم في تيماء. وقد نشرا ذلك كله فى ثلاثة أجزاء كبيرة (١٩٠٩ - ١٩٢٠) وفي عدد من البحوث القصيرة. وكانت دراساتهما من الأسس التى اعتمدت عليها المؤلفات المستفيضة عن الحضارة النبطية (مثل مؤلفات كرامور، وكونتينو - er,J.Contineau A.Kramer - وعن الحضارة اللحيانية (في مثل مؤلفات فريدرك وينت، وفريتز كاسكل F.V.Winnett,W.Caskel) وعن الحضارة الثمودية (في مثل مؤلف فإن دن براندن ( A.Van den Branden) .
واهتمت رحلات برترام توماس Bertram Thomas جزئيًا بجنوب نجد، فكأن أول الأوربيين الذين حاولوا كشف النقاب عن طبيعة الربع الخالي، حين عبر الجزء الشرقي منه فى طريقه من ظفار إلى قطر، وقدم نماذج جيولوجية وأثرية من رحلته، ورسم خرية لمسالكه ومعالمه الطبيعية. وكانت دراساته عونًا لدراسات سان جون فلبي H.St. J.B. Philby وتشيجر Z.Thesiger عن الربع الخالي، وهي دراسات نبهت ضمن ما نبهت إلى بعض الطرق التجارية التى كانت تحاذي حافته الغربية وتقوم فيها بعض محطات القوافل.
ولعل الآراءلم تختلف في الحكم على مؤلفات باحث فى تاريخ شبه الجزيرة العربية كما اختلفت في الحكم على مؤلفات فلبي العديدة. وكل ما يمكن قوله إنه قدم في ثناياها معلومات متناثرة كثيرة، وترك لغيره أن ينتقي منها ويمحصها.