أولًا: كانت حروفها تخطيطية، وليس صورًا صريحة أو مقاطع صوتية. وقد يدل ذلك على أنه كانت لها أصول أخرى تصويرية لم تكتشف بعد، أو أنها نقلت حروفها ناضجة من كتابة أخرى متطورة هي فيما يغلب على الظن الكتابة الكنعانية المبكرة.
ثانيًا: أن حروفها ظلت تكتب منفصلة غير متصلة. الواحد منها بجوار الآخر، وكان ذلك هو شأن أغلب الكتابات القديمة أيضًا حتى ما قبل الميلاد بقليل.
ثالثًا: لم تتغير أشكال حروف المسند، سواء كتبت في بداية الكلمة أو وسطها أو آخرها. وكانت سطورها الأفقية تكتب عادة من اليمين إلى اليسار. ولكن فردية الحروف، وثبات أشكالها، كل منهما سمح لبعض الكتبة ببداية السطور من اليسار أحيانًا. وقد يخالف الكتاب بين بدايتي سطرين متتاليين فيبدأ أولهما من اليمين ويبدأ الثاني من اليسار، إما لإظهار المهارة ورغبة التغيير، أو للتعمية على القارئ العادي في النصوص اللغوية.
رابعًا: كانت كل كلمة فيها تنفصل عن الأخرى في سطرها الأفقي بخط قائم، دون ترك مسافة مقصودة بين كلمة وأخرى إلا في القليل النادر وذلك مع إلحاق حرف الوصل بأول الكلمة المتصل بها.
خامسًا: أنها لم تتضمن حروفًا لينة أو حروف حركة ولم تسجل تشكيل الحروف، شأنها في ذلك شأن أغلب الكتابات السامية القديمة، وإن لم يمنع هذا من ترجيح استعمال الحروف اللينة في لغتها المنطوقة ووجود قواعد شفهية لنطق كلماتها مشكلة.
سادسًا: أنها لم تأخذ بالحروف المنقوطة، واكتفت بتغيير أشكال حروفها المتقاربة بعضها من بعض.
سابعًا: أنها عبرت أحيانًا عن التعريف والتنوين بإضافة نون أخيرة في نهاية الاسم، كما عبرت أحيانًا عن التنكير بإضافة حرف ميم أخيرة في نهاية الاسم، وذلك بما يتفق مع لهجة أهلها.
ثامنًا: أنها نسبت أغلب أفعالها إلى ضمير الغائب، على الرغم من معرفة لغتها بضمائر المتكلم والمخاطب في الإفراد والجمع والتذكير والتأنيث.
تاسعًا: أنها اكتفت في أغلب أحوالها بكتابة أصول الأفعال، وتركت للقارئ أن يستنتج صيغ هذه الأفعال من سياق النصوص، فيما خلا التعبير عن صيغة المستقبل بإضافة حرف السين أو حرف الهاء في بدايتها، بما يتفق مع لهجة أصحابها.