الشرقية لتل يمتد نحو نصف كيلو متر وبعرض يبلغ نحو ٣٥٠ مترًا كفل لها بعض الحماية الطبيعية. كما أشرفت، وهذا هو الأهم، على وادي أذنه الكبير الذى عمل السبئيون على استغلاله في الزراعة على نطاق واسع.
وغالبًا ما كانت الأمطار الغزيرة تسقط على مرتفعات اليمن في بعض مواسمها السنوية وتجري على هيئة السيول العنيفة في عدة وديان ينتهي بعضها إلى فتحة طبيعية كبيرة توسطت بين جانبي جبل بركاني مرتفع سمي جبل البلق، وهو جبل يفصل بين الصحراء وبين مرتفعات اليمن في منطقة مأرب ويسمى جانباه عند هذه الفتحة باسم، جبل البلق الأوسط، وجبل البلق الشمالي. ويبدو أن تسمية البلق كانت تعني الحجر كما تعني الفتحة أيضًا، وإن سميت هذه الفتحة الآن باسم الضيقة ويتراوح اتساعها في بعض أجزائها بين٥٠٠ متر وبين ١٩٠ مترًا، بمتوسط للاتساع يبلغ ٢٣٠ مترًا. وكانت السيول بعد أن تعبر هذه الفتحة تندفع إلى وادي أذنة (أو ذنة) الكبير فتتفرق فيه، ولا تلبث حتى يضيع أغلبها في التربة بغير فائدة.
واستهدف السبأيون (أو السبئيون) من إنشاء السد ثلاثة أغراض، وهي أن يقللوا من اندفاع السيول إلى وادي أذنة وما يمكن أن يؤدي إليه من بوار الزرع وتدمير القرى في مواسم الأمطار العنيفة. وأن يحولوا دون ضياع أغلب مياه السويل في جوف الأرض حين تتجاوزه. وأن يرفعوا مستوى مياه الري عدة أمتار تسمح لها بأن تصل إلى المدرجات المرتفعة القابلة للزراعة على جانبي الوادي، ثم توزيعها عن طريق فتحات جانبية يسهل التحكم فيها. وهكذا يميل المهندس ريتشارد بوين من دراساته لمشروعات السدود الجنوبية إلى تعديل الفكرة القديمة عن الغرض من السد وهي فكرة تخزين المياه خلفه في بحيرة صناعية كبيرة أو نحوها وذلك لوجوده في بيئة يمكن أن تتشرب أرضها المياه بسهولة.
وطبق بوين هذه الفكرة، والعهدة عليه فيها بحكم تخصصه، على سدود بيحان وغيرها من المناطق الجنوبية الأخرى. وكرر أن العرب الجنوبيين لم يعملوا قط على خزن المياه وراء السدود ولكنهم بنوها لكسر حدة السيول وتوزيعها على أكبر مساحة ممكنة. كما أشار إلى أن سدود الجنوب بنيت في وديان جافة وليست عبر أنهار، ومع عدم توافر الخبرة لبنائها تحت الماء.
وأقدم من سجل اسمه من حكم سبأ على صخور سد مأرب مكرب يدعى سمهو عالي ينوف (حرفيًا: سمه على ينف). وهو مكرب يرد للبي عهده إلى منتصف القرن السابع ق. م. ويرده ألبرايت إلى القرن الخامس ق. م. ويعتقد فيسمان بوجود مكربين اثنين حملا نفس