الاسم وحكما في هذين التارخين). وتخير المسئولون عن بناء السد منطقة تلي فم وادي أذنة وبمعنى آخر تلي مدخل فتحة جبل البلق نظرًا لتحديدها النسبي. وإمكان التحكم فيها، وسهولة الاعتماد على جوانبها الحجرية البركانية الصلدة.
وبدأوا بتشييد جسر ضخم من الرديم تختلف الآراء في تحديد امتداده الأصلي، وكسوا واجهته بالأحجار في مواجهة تيار الماء، ثم أعيد بناؤه كله بعد ذلك بأحجار جيدة في عهود تالية. وامتد هذا الجسر في الجانب الأيمن من اتساع الفتحة، وجعلوا له بوابة متسعة اعتمد أحد كتفيها عليه، أي: على الجسر أو الجدار من ناحية، واعتمد كتفها الآخر على الجبل نفسه من ناحية أخرى. ووجه المشرفون على المشروع المياه بعد هذه البوابة إلى مجرى واسع ينتهي إلى حوض ضخم حددوا جوانبه بالحجر للحيلولة دون سرعة تهدمها أو تسرب المياه منها. وتركوا في نهاية الجانب الأيمن منه فتحات مناسبة يسهل التحكم فيها لتصريف المقادير الضرورية من المياه لري الجانب الأيمن من وادي أذنة عن طريق ترع تختلف أطوالها واتساعاتها واتجاهاتها. وأطلقت النصوص القديمة على مشروع عهد سمهو عالي ينوف اسم رحب، أو رحاب، أو رحابوم، كما يقترح بعض اللغوين قراءته، وهو اسم قد يعني السد بمعناه الواسع. بينما أطلق اليمنيون المسلمون على بوابته اسم مربط الدم، أي: مربط القط تأثرًا بأسطورة عربية قديمة مستحيلة التصديق.
وعدل مشروع السد وأكمل في عهد المكرب يثع أمر بين ابن حفيد سمهو عالي ينوف، الذي تسمى بمثل اسمه منذ حولي ٤٦٠ ق. م. وعمل رجاله على توفير مياه الري للناحية اليسرى من وادي أذنة كما توفرت للناحية اليمن منه من قبل فمدوا الجسر أو جدار السد في عرض فتحة الجبل حتى نهايتها ناحية اليسار، وأطلقوا على مشروعهم الجديد اسم وادي حبابض، وتركوا في نهاية بوابة ضخمة أخرى ذات فتحتين، وأجروا خلفها مثل ما تم خلف بوابة الجانب الأيمن، فمدوا وراءها مجرى طويلًا دعمت جوانبه بالحجر، وانتهى إلى حوض واسع ذي فتحات تؤدي إلى عدة ترع للمياه تتوزع في الناحية اليسرى المتسعة من وادي ذنة.
هذه صورة عامة لفكرة سد مأرب وبداية أجزائه -أما أبعاده الحالية فيفهم من وصف من اهتموا بدراسة مقاساته التفصيلية أن الارتفاع الحالي للجزء الباقي من جدار السد يبلغ ١١ مترًا، ويبلغ امتداده العرضي ١٢.٤٠ من الأمتار. ويبلغ عرض البوابة اليمنى ٤.٥٥ من الأمتار. وامتداد ضلع الحوض الواقع خلفها ٧٨.٨٠ من الأمتار.