دهس وقبائل يافع، وهو واحد من أكبر أقاليم أوسان وحلفائها.
وانحط كرب إيل وتر بجيوشه على أوسان في عهد ملكها مرتوم (أومرتو أو مرتاوا) وادعى فيما روت نصوص انتصاراته التي سجلت بأمره في معبد عاصمته صرواح أنه (أي جيشه) قتل من الأوسانيين آلافًا كثيرة دل على مبالغته بشأنها أن تراوح عددهم في سياق عباراته بين ١٦ ألفًا وبين ما هو أكثر من العشرين ألفًا، وأنه أسر منهم آلافًا كثيرة تراوح عددهم أيضًا في سياق عباراته بين ٤٠ ألفًا وبين ٥٦ ألفًا، وافتخر بأنه حرر الأسرى السبأيين الذين احتجزهم الأوسانيون من انتصاراتهم القديمة، واستعبد عوضًا عنهم أعضاء مجلس المسود الأوساني أنفسهم وجعلهم رقيقًا للمعبودة السبأية سمهت إمعانًا في إذلالهم. وأمر بمحو وتهشيم النصوص التي كان ملوك أوسان قد تفاخروا فيها بانتصاراتهم القديمة على نصب معابدهم. في عامل حلفاء أوسان بنفس القسوة فدمر جيشه مدنهم وأحرقها. واستعبد هو مدنًا أخرى لصالحه الخاص على نحو ما ذكر في نص له أنه اقتنى كل إقليم كحد بأحراره وعبيده، وتعمد أن يقتطع أجزاء أخرى من جسم الدولة المهزومة ورد بعضها إلى قتبان، كما كافأ حضرموت ببعضها الآخر، جزاء لهما على جيادها في حروبه مع أعدائه، وربما تعويضًا لهما عن سبق اعتداء أوسان على أراضيهما.
وانطوت أوسان في ظل الخضوع والنسيان لفترة طويلة. ثم استردت كيانها السياسي في ظروف غير معروفة، واعتلى عرشها من جديد ملوك وطنيون في أواخر القرن الثالث ق. م. فيما يظن فلبي. وباعتبارهم محررين توافرت لهم قداسة واسعة بين رعاياهم دعتهم إلى التقريب إليهم بالهدايا والقرابين ربما ليحتفظوا بها في قصورهم ثم في قبورهم، أو ليضعوها بأسمائهم في معابد دولتهم. وأشهر من احتفظت الآثار بذكراه من هؤلاء الملوك ملك يدعى يصدق إيل فرعم شرح عت. وقد سجل أحد رعاياه على أثر له ما يفيد أنه الفاضل مصدان الذي قدم (الأثر) إلى سيده يصدق إيل فرعم شرح عت ملك أوسان ابن ود. وكان ود فيما أسلفنا اسمًا أو صفة لمعبود تخيله المعينيون من قبل يهيمن على القمر وامتد تقديسه إلى بعض قبائل وإمارات العرب الشماليين أيضًا. وكان في انتساب ملوك أوسان إليه واعتبارهم ولدًا له، كما كان القتبانيون يعتبرون أفسهم ولد عم ضمانًا لإحاطة حكم بالقداسة الدينية بين رعاياهم. ولعلهم تعمدوا اتخاذ ود اسمًا لإلههم مخالفة لتسمية قتبان لإلهها الأكبر باسم عم.
وازدهرت وأسان في عصر هذه الملكية الأخيرة وامتد نفوذها من باب المندب على الساحل إلى الأحور، كما امتد في الداخل إلى حدود قتبان.