كبير خليل. وأسرة حذمة. وأسرة فضحم. وكان هؤلاء يتعاقبون ولدًا عن والد بعد كل دورة ثلاثية من الأسر الثلاث. وتستمر نيابة كل منهم ست سنوات أو سبعًا، باستثناء مرة واحدة استمرت لتسع سنوات.
وتلقب الولاة بلقب كبر (وهو لقب كان له ما يشبهه في معين وقتبان). وتسمى مجلسهم باسم مشد (وهو مسد أو مسود في معين وقتبان أيضًا). وتلقب ولاة سبأيون آخرون بلقب قين وإذا زادت منزلة أحدهم لقب بلقب أكبر أقيم أو أكبر أقين بمعنى أكبر الأقيان أو الأقيال. وإلى جانب لقب مود بمعنى صديق أو نديم (للملك في البلاط السبأي - ظهر أيضًا لقب حرج ويبدو أنه كان يخص المشرف على المنشآت الحكومية.
ويمكن أن يرد إلى العصر الملكي في سبأ إنشاء بعض العناصر المعمارية الراقية في معبد أوام إلى الجنوب الشرقي من مأرب والذي أشرنا من قبل إلى بداية إنشائه في عهود المكربين. وهو معبد ذو محيط بيضاوي امتد قطره الطويل نحو مائة متر وامتد قطره القصير ما بين ٧١ إلى ٧٥متر. وبلغ الارتفاع الحالي. لبعض جدرانه الباقية نحو تسعة أمتار. وبلغ سمك بعض أجزاء جداره الخلفي نحو أربعة أمتار وإن امتلأ داخله بالرديم وكسر الأحجار.
ولم يتميز هذا البناء بضخامته فقط وإنما تميز كذلك بفخامته، ولهذا فما من بأس في استعراض بعض أجزائه كنموذج لفن العمارة السبأية في أيامه.
تقدمت هذا المعبد صفة أو سقيفة يحمل سقفها صف من ثمانية أعمدة حجرية، كل منها حجر واحد قائم يبلغ ارتفاعه نحو ٧.٦٥. ويتلوها مدخل ذو صرحين مرتفعين يؤدي إلى بهو ضخم حفت بصفاته الداخلية وحملت سقوفها أعمدة حجرية كبيرة بقيت بعض أجزائها، وكانت تبلغ ٣٢ عمودًا. وشكلت في الجدران الداخلية لهذا البهو ٦٤ نافذة حجرية وهمية متتابعة قلد بناؤها في أحجارها هيئة النوافذ الخشبية الشبكية في إتقان بارع.
ويفترض مكتشفوا المعبد أن واجهة المدخل المؤدي إلى هذا البهو وأخشاب بابه بل وأرضيته ودرجات سلمه الرئيسي كانت مكسوة في بعض مواضعها بصفائح عريضة من البرونز تعبيرًا عن الثراء. ويعتقد أحدهم (جام) أن الدرج المؤدي إليه كانت تتوسطه نافورة تصب ماءها في حوض برونزي كبير يواجه المدخل. بينما يفترض غيره (ألبرايت) وجود خزان ماء فوق صرحي المدخل كان يملأ من بئر في داخل المعبد، ثم تجري مياهه في مجار تمر خلال أرضية المعبد لتصب في الحوض البرونزي الكبير ثم يعاد توزيعها مرة أخرى في