وعثر في المعبد وعلى جوانب مدخل البهو خاصة على عدد كبير من النصب الحجرية المنقوشة وعدد كبير آخر من التماثيل البرونزية الصغيرة والكبيرة مثلت أصحابها الأثرياء. ونقشت على هذه وتلك عبارات التعبد والإهداء إلى إلمقه صاحب معبد أوام. وقلدت بعض النماذج الطبية منها أساليب الفن الفينيقي والفن الهيلينستي.
وما من شك في أن الصورة الإجمالية التي صورها مكتشفو مدخل هذا المعبد. والتي قدمنا جزءًا منها. تدل على ما كانت عليه بقيته التي لم تكتشف حتى الآن من روعة وفخامة. وتدل بالتالي على ثراء العهود التي بني فيها وهي عهود أسلفنا أن أقدمها يرجع إلى عهود المكربين وأن أوسطها يرجع إلى العصر الملكي السبأي منذ بداية القرن الرابع ق. م. بينما يرجع أحدثها إلى القرن الأول الميلادي. وتخرب المعبد في أواخر العصور السبأية وقام مصنع في صفته الغربية. كما استخدم سورًا لمنطقته حين قل سكانها بعد أن تخرب سد مأرب. وتناثرت حوله المقابر والمساكن، ثم تحول إلى حصن في العصور الإسلامية.
وتوفر لبقية معابد سبأ ما توفر في غيرها من طقوس وثروات وممتلكات بما يتناسب مع قدرات منشئها ومدى أهمية المناطق التي نشأت فيها. وانتفع أغلبها باعتقاد أتباعها في التنبؤات (وهي رجم بالغيب) عن طريق وسطاء من الكهنة. وهو ما كانوا يسمونه باسم مسأل وإلى جانب ما تتلقاه هذه المعابد من النذور والقرابين والأضاحي من الدولة. كان بعض أثرياء مريديها يسجلون على أنفسهم حججًا أو أوقافًا مع الكهنة يلتزمون فيها بأداء قرابين معينة ويتوقعون. أو يتوقع لهم الكهنة بمعنى أصح، سوء المصير أن هم تخلفوا عن أدائها.
وتقبلت سبأ من عقائد جيرانها في عصرها الملكي تسمية ذسموي أو ذوسماوي بمعنى سيد السماء. وقد ورد اسمه أصلًا ضمن نصوص عشيرة معينية قديمة خضعت للسبأيين وهي عشيرة الحنكانيين الذين نسبت إليهم مدينة حنان. وعلى الرغم من أنهم أدخلوا ذسموي هذا ضمن عقائد التعدد الفاشية بينهم إلا أن من الباحثين من يرى فيه تطورًا في تفكيرهم. وذلك على اعتبار أنه إلى جانب اعتقادهم بوجود معبود لكل كوكب كبير في السماء. جعلوا من ذسموي هذا معبودًا للسماء كلها كوحدة واحدة.
وإذا كانت هذه بعض نواحي الازدهار العمراني والإداري في سبأ في عصرها الملكي. فقد مرت في أواخر هذا العصر بمشكلات خارجية وداخلية عدة