المستمر حتى يصير مع مرور الزمن سهلا ميسورا أداؤه على الأفراد دون كلفة أو مشقة. فيكون فيه إتباع السنة وترك البدعة وسهولة الأداء والطواعية.
وقد عمل إمام الدعوة رحمه الله على تشخيص أمراض مجتمعه في نجد وأخذ بكل الوسائل الممكنة لرفض كل عادة ضارة وإحلال محلها عادة حسنة وسلوكا إسلاميا صرفا. فأبطل مظاهر الشرك وأحل محلها التوحيد الخالص. وحارب البدع وأقام مقامها السنن. وحث الناس على التزام فرائض الدين وأدائها كما أراد الله من خلقه والاستمرار في ذلك حتى خرج بهم في ذلك من كلفه الواجب والشعور بالمعاناة في أدائها إلى الاعتياد الطواعي الكامل الذي يتلاشى فيه الشعور بالمشقة والحرج والمعاناة. وبهذه الوسيلة التربوية سهل على الأفراد والجماعات في نجد أداء الواجبات وترك المحرمات، وأصبح الناس يؤدون هذه الطاعات في يسر وسهولة صارت مع التكرار ألفا وعادة لا مشقة فيها ولا عنت، وبذلك طبع هذا المجتمع بالطابع الإسلامي الطواعي الكريم.
* التربية بتحرير العقل واستثماره:
قامت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في نجد وأهلها على حالة من الجهل وجمود الفكر واستحكام التقليد وإلف ما كان الناس عليه بغض النظر عن صحته أو فساده وموافقته للشرع أو مخالفته وتعظيم الموروثات.
فكانت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ثورة فكرية واجتماعية ودينية حررت العقل من أسر التقليد وغل العادات وعملت على إطلاق العقل وتنشيط الفكر وتحرير الإنسان من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى.
وعملت على غرس روح تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في النفوس الناس وجعل ما تضمنته هو الحاكم على تصرفات الناس وأعمالهم وأن يزن الناس الأعمال والأقوال بميزانها، ورفعت من قدر العقل الذي هو مناط التكليف وإليه يتجه دليل السمع.