إن الحالة الاجتماعية والدينية التي كان عليها سكان نجد وقلب جزيرة العرب خاصة وحالة العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر بما فيها من تفكك وانقسام واضطراب وفقد الأمن وغياب الوحدة العقيدية والفكرية والثقافية، والضبابية التي اتسمت بها كثير من المفاهيم الإسلامية في نفوس كثير من الناس، وسوء الأحوال الدينية والاجتماعية بوجه عام، وقيام معالم الشرك بين أظهر المسلمين في مختلف ديارهم، قد حفز كثيرا من علماء المسلمين في نجد وفي غيرها إلى التسلح بالعلم الصحيح النافع لمحاربة البدع والخرافات والمنكرات في مختلف صورها وأشكالها مما سبقت الإشارة إليه وقامت صيحات تنادي بالإصلاح هنا وهناك إلا أنه لم يكتب لها من النجاح ما كتب لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ومع هذا فإن سوء الأحوال وظهور المنكرات والبدع ومظاهر الشرك في نجد وإنكار ذلك من بعض العلماء السلفيين قد فتح الطريق أمام هذا المصلح العظيم لدخول تاريخ الإسلامي التجديدي من أوسع أبوابه.
وكان لاتصاله بالأئمة الفضلاء والأعلام مثل عبد الله بن إبراهيم بن سيف