مع تتبعي لكتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورسائله الشخصية على كثرتها لم أجد سؤالا وجه إليه من علماء " العارض " الذين نشأت الدعوة بينهم وقامت الخصومات الشديدة بينهم وبينه في دعوته يسألونه عن حقيقة عقيدته لأنه معروف الأصل والنسب والشيوخ وبيت العلم الذي نشأ فيه وتربى في أحضانه وإنما وجهت له الأسئلة من أهل المناطق النائية التي لم يكن معروفا فيها قبل دعوته، فلما قامت الخصومات ودار الجدل حول دعوته الإصلاحية وأثيرت في وجهها الشبهات احتاج علماء المسلمين في أنحاء الجزيرة العربية إلى معرفة حقيقة اعتقاده في أصول الدين وأصل خلافه مع علماء أهل العارض.
وممن سأله عن حقيقة عقيدته أهالي القصيم والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي من علماء العراق، والشيخ أحمد بن محمد العديلي البكلي من علماء اليمن والشيخ عبد الله بن عبد الله الصنعاني عالم اليمن وإمامها في العلم والدين كما شرح حقيقة اعتقاده في الرسالة العامة التي بعث بها إلى عامة المسلمين ولم يذكر في هذه الرسائل الجليلة تاريخ كتابة أي منها وكلها تشرح وتؤكد حقيقة اعتقاده والأصول التي تستند إليها دعوته وهي تختلف في طولها وقصرها من رسالة إلى أخرى مراعيا فيها حال المخاطب وما يحتاج إلى إيضاحه له من حقيقة هذه العقيدة وسبب اختلافه مع علماء العارض وغيرهم. وهذه الرسائل المحددة في شرح عقيدته تدل على محدودية الخلاف معه في أصل العقيدة التي تركزت حول توحيد الأسماء والصفات وبعض القضايا