كان من أهداف هذه الحركة الإصلاحية القضاء على الفرقة والانقسام في منطقة نجد التي كانت سائدة قبل دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فإن يطلع على كتابات المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ نجد قبل هذه الحركة الإصلاحية وفي بدء قيامها مثل ابن غنام وابن بشر الفاخري والمنقور وغيرهم يرى صورة قاتمة للحياة السياسية والاجتماعية في نجد إذ كان أهلها في غاية الفرقة والشتات والتطاحن وسفك الدماء. فالقبائل العربية التي تنتقل حيث الماء والكلأ والمرعى بغير بعضها على بعض في وضح النهار، ويعيشون على السلب والنهب بغزو بعضهم بعضا ويقتلون ويأسرون ويغنمون. والبادية يغزون الحاضرة المقيمين في المدن والقرى، وينهبون مواشيهم وثمار نخيلهم، ويقتلون من يمنعهم من ذلك أو يدافع عن ماله، وأهل القرى والمدن في خصومات مستمرة مع جيرانهم من المدن والقرى المجاورة. بل أن أهل البلد الواحد توجد فيما بينهم الخصومات والمنازعات التي تصل إلى حمل السلاح بعضهم على بعض، وسفك الدماء المحرمة بغير حق عند أمور بسيطة مثل الاختلاف على الماء أو مقاسم السيل والأرض بل الإمارة في البلد الواحد تقوم عليها المنازعات والقتال بين أهل البلد الواحد كل يطلبها، بل يتقاتل عليها القبيلة الواحدة كل يريدها لنفسه، بل يتقاتل عليها أقرباء الرجل وبنو عمه , ولا يمضى الغالب في الإمارة إلا شهورا أو أياما حتى ينقض عليه خصومه سرا أو جهارا فيقتلونه ويتولون الأمر من بعده. وهكذا حتى صارت الحياة مرة وجحيما لا